ما معنى قوله : بال الشيطان في أذنه ؟ 

جاء في شرح سنن النسائي للسندي


‏( بال الشيطان ) ‏
‏قيل على حقيقته وقيل مجاز عن سد الشيطان أذنه عن سماع صياح الديك ونحوه مما يقوم بسماع أهل التوفيق والله تعالى أعلم .



إنها قصة الصراع بين الإنسان والشيطان ، وقد نزل آدم إلى الأرض ليواجه وذريته كيد الشيطان ودأبه على إضلال بني آدم، وقد تسلح الشيطان بأسلحته المختلفة، ومنها :

1- قدرته على التزيين والإغواء
2- الكذب والمخادعة
3- أن هذا العدو يرانا ولا نراه
4- قدرته على أن يتشكل .

فغاية الشيطان النهائية التي يريدها لكل بني البشر هي أن يصيروا إلى النار ، وإن لم يصل الشيطان إلى غايته ولم يقدر على إكفار الناس فإنه لا ييأس بل يرضى ببعض أبواب الغواية والتقصير.

فالشيطان يطارد الإنسان في حياة وحتى من خلال نومه ، فلا يسلم الإنسان من تسلط الشيطان، فيتسلط عليه قبل النوم وأثناءه ليمنعه من صلاة قيام الليل والتهجد والتقرب إلى الله .

جاء عن إبليس قوله : قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ - إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ - قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ - لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص)



جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري


قوله : ( في أذنه )

‏في رواية جرير " في أذنيه " بالتثنية .

واختلف في بول الشيطان , فقيل هو على حقيقته . قال القرطبي وغيره لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح فلا مانع من أن يبول .

وقيل هو كناية عن سد الشيطان أذن الذي ينام عن الصلاة حتى لا يسمع الذكر .

وقيل معناه أن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فحجب سمعه عن الذكر .

وقيل هو كناية عن ازدراء الشيطان به .

وقيل معناه أن الشيطان استولى عليه واستخف به حتى اتخذه كالكنيف المعد للبول , إذ من عادة المستخف بالشيء أن يبول عليه .

وقيل هو مثل مضروب للغافل عن القيام بثقل النوم كمن وقع البول في أذنه فثقل أذنه وأفسد حسه .

والعرب تكني عن الفساد بالبول قال الراجز : بال سهيل في الفضيخ ففسد . وكنى بذلك عن طلوعه لأنه وقت إفساد الفضيخ فعبر عنه بالبول .

وقال الطيبي : خص الأذن بالذكر وإن كانت العين أنسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم , فإن المسامع هي موارد الانتباه . وخص البول لأنه أسهل مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء .

والله عز وجل من رحمته علينا أرسلنا لنا رسول الرحمة ونور الهدى ليُسلمنا المنجيات من كيد الشيطان في حياتنا اليومية وما يحفظنا منه بقدرة الله في منامنا .


فمن دعاء النوم

1 – عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فاغفر لها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين). رواه الجماعة.

2 – وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث فيهما فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" ثُم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرّات). رواه البخاري

3 – وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، ثلاث مرات ، غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر ، وإن كانت عدد رمل عالج ، وإن كانت عدد أيام الدنيا). رواه الترمذي وقال حديث حسن.

4 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (من قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر , غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر). رواه ابن حبان.

5 – عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مِتّ مِتّ على الفطرة ، واجعلهن آخر ما تتكلم به). أخرجه الجماعة.

وبذلك يحفظنا الله من كيد الشيطان .

والله أعلم



.
تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة