القرآن ليس من افتراء البشر



القرآن ليس من افتراء البشر

 



 يقال إن القرآن من عند محمد ومن تأليفه ، ويمكن أن نضع لمصدره ثلاث احتمالات لا رابع لها إطلاقاً:

 



1- أنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم.

 



2- وإما من تأليف العرب.

 



3- وإما من مصدر آخر مجهول.

 



 أولا: هل هو من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟:

 



وله احتمالات منها ما يلي:

 



1- أن أسلوب القرآن مخالف مخالفة تامة أسلوب كلام محمد صلى الله عليه وسلم فلو رجعنا إلى كتب الأحاديث التي جمعت أقوال محمد صلى الله عليه وسلم وقارناها بالقرآن لرأينا الفروق الواضحة والتغاير الظاهر في كل شئ ، فأسلوب حديث محمد صلى الله عليه وسلم تتجلى فيه لغة المحادثة والتفهيم والتعليم والخطابة ، بخلاف أسلوب القرآن الذي لا يعرف له شبيه في أساليب العرب.

 



2- يستشعر القارئ في فطرته عند قراءة كتب الأحاديث شخصية بشرية وذاتية تعتريها الخشية والمهابة والضعف أمام الله بخلاف القرآن الذي يتراءى للقارئ من خلال آياته ذاتية جبارة عادلة حكيمة خالقة بارئة مصورة رحيمة لا تضعف حتى في مواطن الرحمة ، أما القرآن فلو كان من كلام محمد صلى الله عليه وسلم كان أسلوبه أسلوب الأحاديث.

 



3- محمد صلى الله عليه وسلم أمي ما درس ولا تعلم ولا تتلمذ فهل يعقل أنه أتى بهذا الإعجاز التشريعي المتكامل دون أي تناقض؟!!

 



4- أن نظرة القرآن الكاملة الشاملة للكون والحياة والحروب والزواج والعبادات والاقتصاد لو كانت من صنع محمد صلى الله عليه وسلم لما كان بشراً.

 



5- لماذا يؤلف محمد صلى الله عليه وسلم القرآن ثم ينسبه إلى غيره ، فهذا لا يعقل أن أي شخص يؤلف ثم ينسبه إلى غيره.

 



6- في القرآن أخبار الأولين وفيه إعجاز علمي في الكون والحياة والطب والرياضيات ، فهل يعقل أن هذا الأمي قد وضعها ، فكيف عرف الأمي مراحل تطور الجنين في بطن أمه ، وكيف عرف عناصر المادة في الكون الواحد ، وكيف عرف أن كمية الهواء في الأجواء تقل إلى درجة أن الإنسان يضيق صدره فيها.

 



7- في القرآن عتب ولوم لمحمد صلى الله عليه وسلم ومنها سورة عبس (عبس وتولى ، أن جاءه الأعمى ، وما يدريك لعله يزّكّى ...) ، (عفا الله عنك لما أذنت لهم) ، (ما كان للنبي والذين أمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى) ، (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) ، (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه).

 



8- كانت تنزل بالرسول صلى الله عليه وسلم نوازل وأحداث من شأنها أن تحفزه إلى القول.

 



9- أن الله تبارك وتعالى رد على من افترى عليه وقال: إنه من كلام محمد صلى الله عليه وسلم بعبارات وجيزة فقال تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ، فما منكم من أحد عنه حاجزين) ومع ذلك أيده الله بالنصر والتمكين في الأرض.

 



 ثانياً: هل هو من تأليف العرب:

 



إن العرب كانوا يحبون البلاغة والأدب والشعر والخطابة ومن ناحية ثانية فإن إعجاز الرسل كان إعجازاً آنياً ينقضي لحينه ، والقرآن جاء إعجازه لقوم يباهون بالفصاحة والبلاغة والأدب والشعر والخطابة ، ولو استطاع العرب صنع قرآن لفعلوا كي يحافظوا على عبادة الأصنام التي سفهها قرآن محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو كان القرآن من عند العرب لا ستجابوا للتحدي القائم فقال (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) ثم أعجزهم أكثر فقال تعالى: (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو ، فهل أنتم مسلمون) بل تحداهم أكثر من ذلك فقال تبارك وتعالى: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) ويقول الرافعي: أنه لم يقم للعرب قائمة بعد أن أعجزهم القرآن من جهة الفصاحة التي هي أكبر أمرهم من جهة الكلام الذي هو سير عملهم.

 



إن خروج القرآن عن أساليب العرب دليل على إعجازه وعلى أنه ليس من كلام الناس ولا من كلام محمد صلى الله عليه وسلم.

 



 ثالثاً: هل هو من مصدر آخر مجهول:

 



إذا عجز العرب عن التحدي وهم أصحاب اللغة فهل يعقل أن يكون من صنع بشر غيرهم ، فوجوه الإعجاز فيه كثيرة ، فصاحة في كل المواضيع والمواضع ، بلاغة غريبة سالمة من النقص والخطأ ، غزارة في المعاني ، تشريع متناسق.

 



 بعد هذا كله من أين يمكن أن يكون إن لم يكن من عند الله؟؟!!

 



شبهات وردود

 



 الأخ الحبيب الأستاذ أبـ مريم ـو

 




تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة