خطط الدعوة إلى البهائية

 


اعتمدت كل الحركات الباطنية الهدامة على إنشاء تنظيمات سرية تهدف من ورائها إلى إنجاح ما تصبو إليه في تحقيق أهدافها.


وقد كان لهذه الحركات دور بارز وواضح في زيادة تفكك العالم الإسلامي كما كان لها دور مهم في أحداث التاريخ الإسلامي خاصة في عصر الحروب الصليبية حيث ساهمت بشكل واضح في عرقلة سير الجهاد ضد الصليبيين، وعلى هذا النمط سارت البهائية، فقد عطَّلوا بل حرَّموا جهاد المستعمر تحت شعارات مزعومة ووحي مكذوب، بينما كان لهم أسلوب سري يتلقون من خلاله التعاليم من أسيادهم لضرب الإسلام وبلاده، ولا شك أنهم وضعوا ممارسة الدعوة لمذهبهم عن باطنية القرامطة. فنـحن إذا درسنا أساليب البهائيين في العمل، رأينا أنفسنا وجهاً لوجه أمام فرقة من الباطنية في العصر العباسي.


 


فقد أمر الميرزا حسين أتباعه بأن يكونوا مخلصين لكل دولة، مطيعين لكل قانون! فتراهم لا مانع لديهم - حسب خطتهم وحسب وصية طاغوتهم- أن يقدسوا البقر مع الهنود وأن يمجدوا نار المجوس مع الزرادشتيين، فإنهم يأتون كل واحد من أقرب شيء إلى قلبه وأدناه إلى فهمه؛ أي أنهم يلبسون لكل أمر لبوساً ويتصرفون مع كل طائفة بتصرف ينسجم مع عاداتها وتقاليدها.


 


 فإنهم يقولون لكل بهائي :


» من وجدته شيعياً فاجعل التشيع عنده دينك، واجعل المدخل عليه من جهة ظلم الأمة لعلي وولده، ومن وجدته صابئاً فداخله بالأسابيع يقرب عليك جداً،  ومن وجدته مجوسياً فقد اتفقت معه في الأصل من الدرجة الرابعة من تعظيم النار والنور والشمس، واتل عليه أمر السابق، فإنه لهرمس الذي يعرفونه بالنور المكنون من ظنه الجيد، والظلمة المكنونة من وهمه الرديء، فإنهم مع الصابئين في قرب الأمم إلينا، وإذا ظفرت بيهودي فادخل عليه من جهة المسيح (يعني مسيح اليهود الدجال) وأنه المهدي، وأن عند معرفته تكون الأحد من الأعمال، وترك التكليفات كما أمر بالراحة في يوم السبت، وتقرب من قلوبهم بالطعن على النصارى والمسلمين الجهّال، وزعمهم أن عيسى لم يولد ولا أب له، وقرِّب في نفوسهم أن يوسف النجار أبوه، وأن مريم أمه وأن يوسف كان ينال منها ما يناله الرجال من نسائهم وما شاكَل ذلك، فإنهم لا يلبثون أن يتبعوك ، وادخل على النصارى بالطعن على اليهود والمسلمين جميعاً وبصحة عَقَدهم وعزمهم تأويله، ومن رفع إليك من الفلاسفة، فقد علمت أن على الفلاسفة المعتمد، وأنّا قد اجتمعنا وهم على نواميس الأشياء، وعلى القول بقِدم العالم، ولولا ما يخالفنا بعضهم فيه من أن للعالم مدبِّراً لا يعرفونه - فإذا وقع الاتفاق على أن لا مدبِّر للعالم، فقد زالت الشبهة يبننا وبينهم، وإذا وقع لك سُنِّي فعظِّم عنده أبا بكر وعمر واذكر فيهما فضائل.


 


       ولنا الدليل على ذلك من أقوال وأفعال عبد البهاء نفسه:


فقد كان عبد البهاء عندهم هو أوضح مثال على هذا، فلقد كان متلوناً كالحرباء يخاطب كل واحد بما يحب، حتى إن أمره خفي على الأستاذ محمد عبده - رحمه الله - لأنه كان يراسله وكأنه مسلم.


أما حقيقته الخادعة فقد ظهرت في أوروبا فقد سئل مرة عن إنسان ترك الدين واشتغل بالاقتصاد وحده فقال للسائل: "إن أمثال هؤلاء يشتغلون بالدين الحق". و خَطب مرة في لندن فقال: "والناس قد نسوا تعاليم بني إسرائيل وتعاليم المسيح وغيره من معلمي الأديان، فجددها البهاء(ولم يذكر اسم الرسول الأعظم ترضية للصليبيين وتزلفاً لليهود) (1)


 


ولما سأله ملحد في أحد الاجتماعات:" أليس من المستحسن بقائي في الطريقة التي درجت فيها طول أيام حياتي؟" قال له عبد البهاء: "ينبغي لك ألا تنفصل عنها، فاعلم أن الملكوت ليس خاصاً بجمعية مخصوصة، فإنك يمكنك أن تكون بهائياً مسيحياً، وبهائياً ماسونياً وبهائياً يهودياً وبهائياً مسلما".


وحضر عبد البهاء حفلة للبر اهمة في لندن فقال رئيسهم:" إن البهائية والبرهمية شيء واحد" فلم يعترض عليه.


وكان إذا خاطب جمعاً مسيحيا قال: "المسيح هو الحقيقة الإلهية، والكلمة الجامعة السماوية التي لا أول لها ولا آخر، ولها ظهور وإشراق وطلوع وغروب في كل دور من الأدوار.


أما إذا خاطب الماديين فكان يقول: "فلو كانت الكائنات عدَماً محضاً فلا يتحقق منه الوجود، وبناء على ذلك لما كانت الذات الأحدية،  أي الوجود الإلهي أزلياً سرمدياً، يعني لا أول له ولا آخر. فكذلك يكون عالم الوجود. وهذا الكون اللامتناهٍ ليس له بداية ونهاية.


 


إن البهائية عقيدة فاسدة تمثل الزيف والضلال والنفاق في أكثر معانيه جحوداً فطريقتها في الدعوة تتمثل في:  نقاط تبدأ بإثارة الشكوك في الإسلام وتنتهي بهدمه والتحلل من قيوده، وهو على الوجه التالي:


·      تَفَّرُّس حال المدعو: أقابل هو للدعوة أم لا؟


·      استهواء كل أحد بما يميل إليه: من زهد أو خلاعة.


·      التشكيك في أصول الدين.


·      أخذ الميثاق على الشخص بأن لا يفشي لهم سرا


·      ادعاء موافقة أكابر رجال الدين والدنيا لهم؛ ليزداد الإقبال عليهم.


·      تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقع لديه موقع القبول


·      الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية.


·      تأويل الشريعة على ما تشاء أهواؤهم؛ حتى ينسلخ المدعو والعياذ بالله عن دينه وعقيدته


·      مخاطبة أهل كل ملة ودين بما يوافق هواهم فنجد الداعية منهم مسلماً مع المسلمين ويهوديا مع اليهود، يوهم أهل كل دين بأنه منهم، وأنه يريد الإصلاح وإزالة الضغائن، والتوفيق بين أهل المذاهب، فإذا أنس الضعف من أحد أخذ يشككه في دينه، ثم يدعوه إلى عبادة البشر - والعياذ بالله - وهذا شأنهم في بلاد الشرق؛ خداع ونفاق مع المسلمين، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر( عملاً بمبدأ التقية)،


أما في أوروبا وأمريكا فدعوتهم جهاراً لا يخشون حساباً وشأنهم في هذا شأن الباطنية في بغض الإسلام والكيد له، وموالاة خصومة من صهاينة وامبرياليين صليبيين.


        


       --------------------


1- البابية والبهائية- محسن عبد الحميد 111


 


جزى الله خيرا
تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة