من أخلاق البهـاء

أخلاق البهاء


من الظاهر الجلي أن من أخلاق هذا المدعي المدعو حسين علي ( البهاء) أنه رجل ذو دهاء ومكر، وما يطفح به من غدر ولؤم، ثم جرأته على إزهاق الأرواح وسفك الدماء في سبيل الوصول إلى مآربه الدنيا وأطماعه الجامحة.


1- محتال: فها هو يحتال للالتقاء بالباب والتآمر معه أثناء انتقاله معتقلاً إلى سجن جهريق بالتأثير على حراسه واستهوائهم بالصفراء والبيضاء كما يقولون.


كما يحتال لإسباغ هالة من القدسية على نفسه وذلك: " بعدم السماح بمقابلته إلا لأشخاص معدودين، وكان هؤلاء أيضاً يمرون بمراسيم معقدة قبل الوصول إليه ويوقعونهم تحت تأثير إيحاءات نفسية مستمرة، ويبلغونهم باتباع تقاليد معينة في الدخول والجلوس والكلام والرجوع ويحذرونهم من النظر إلى وجه الميرزا حسين، وكان الميرزا يضع برقعاً على وجهه، ويدعي أن(بهاء الله) المتجلي في وجهه لا يُرَى بالأبصار"(1)


 


2- يُعِّد ويخطط لتآمر والفتك بالشاه ناصر الدين الشهيد، كما استبان ذلك للسلطات الإيرانية.


 


3- استغلاله ما تم الاتفاق عليه من احتجاب الميرزا يحيى خليفة الباب؛ محافظة على حياته وظهوره ( أي الباب) بوصفه وكيلاً لأخيه يحيى، وادعاؤه أنه وحده خليفة الباب والنائب الحقيقي عنه، وأن احتجاب أخيه بوصفه خليفة الباب وظهوره وكيلاً عن أخيه إنما كان سياسة وتدبيراً للمحافظة على حياته هو من حيث كونه الخليفة والنائب الحقيقي للباب.


 


4- دسه السم في طعام أخيه الميرزا يحيى، ومحاولته الفتك بهو والاعتداء عليه بالسلاح الأبيض، دونما مراعاة لأواصر القربى وروابط الدم الوثيقة بينهما.


 


5- مكره السيئ بمن كانوا يراقبونه في منفاه من الأزليين، ومباغتته لهم وقتله إياهم طعناً بالحراب وضرباً بالساطور.


 


6- البهاء كاذب حتى النخاع، وعندنا شاهدان على ذلك:


       الشاهد الأول: يلمسه الدارس فيما نقل عن سلفه الباب من نص جلي يؤكد به كذب من يظهر هو به قبل مضي ألف سنة ونيف ( هي مدة نبوة الباب أو ربوبيته حسب زعمه) ويقضي بقتله وإهدار دمه.


فهو يقول في كتابه البيان:" كل من ادعى أمراً قبل سنين كلمة "المستغاث" ( يعني بحساب الجمل) هو مفتر كذاب اقتلوه حيث ثقفتموه"


يقول صاحب المفتاح: "فليت شعري ما معنى وتفسير هذه الجملة عند البهاء وأشياعه، وكيف تسنى له القيام بأمر الدعوة بولاية كانت أو نبوة أو ربوبية أو ألوهية بعد هذا النص الصريح"


 


       ولابد أن البهاء قد أحس بحرج موقفه تجاه هذا النص احتال أو أتباعه للتنصل منه والهرب من موجبه بادعاء أنه و الباب عبارة عن شيء واحد.


 


       يقول البهائي الكبير الميرزا عبد الحسين أوراه في كتابه" الكواكب الدرية" ما ترجمته من الفارسية: " ويتضح لكل من يطالع كتاب البيان أنه عهد بإتمامه إلى حضرة بهاء الله غيماء إلى أن هذين الظهورين ليسا إلا ظهوراً واحداً "


 


من هذا يتضح لنا أكثر وأكثر أن هذا ما هو إلا تأويل يفصح عن عراقة البهاء وأتباعه في نسبتهم إلى الباطنية الذين دَرَجوا على أمثال هذا التعسف في تأويل كل ما لا يلتقي وأهدافهم، ويحقق ما يخططون له.


 


       وكيفما كان منزع البهاء وجهده في التأويل فيفضحه لا محالة مجيئه- كما يدعي- بشريعة جديدة ناسخة لديانة الباب مما يصطدم بداهة وزعمه اتحاد الظهورين واعتبار نفسه امتداد لسلفه الباب.


الشاهد الثاني: أن أخلاق البهاء لا تتماشى مع الأنبياء، فكيف يتفق سفك الدماء والكذب والخداع مع صفات أنبياء الله المعصومين؟!


البهاء كاذب كما ذكرنا في ادعائه النبوة كما أخبر سلفه الباب، وتحايل للفتك بأخيه وأتباعه للفوز بزعامة البابية من بعد هلاك الباب، فيداه ملطخة بدماء الأزليين، وهو ضالع أيضا في محاولة الفتك بالشاه ناصر الدين الشهيد..


أين هذا كله من أدب الأنبياء الذين أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم في كتابه:


{ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} الأنعام 124


 


{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ..} الحج 75


 


ويقول سبحانه وتعالى عن أخلاق سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم:


{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4


 


ويقول في حق سيدنا عيسى عليه السلام:{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} مريم


 


وفي حق سيدنا موسى:{.. وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39


 


وفي حق سيدنا إبراهيم:{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{120} شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{121} وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ{122}النحل


 


أفمن كان بمثل هذه الأخلاق، أحق أن يتبع ويُعبد يا أصحاب العقول!!


 



أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ


 


جزى الله خيرا 



1- حقيقة البابية والبهائية ص123

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة