البهائية تهديد للسلم الاجتماعي

البهائيـة تهديد للسلم الاجتماعي


 


       جاء قرار المحكمة الإدارية العليا بوقف تنفيذ الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري الخاص بأحقية ما يسمى بالبهائيين بتدوين كلمة بهائي في خانة الديانة في إثبات الشخصية ليعطي للجميع فرصة لالتقاط الأنفاس من كارثة تنفيذ مثل هذا الحكم الذي تترامي أبعاده إلي آفاق ومخاطر لا يمكن رصدها أو الوقوف عليها بسهولة‏..‏


 


       قرار المحكمة جاء متزامنا أيضا مع ما قررته المحكمة بإحالة الأمر والقضية لهيئة مفوضي الدولة وذلك لإعداد الموقف القانوني لهذه القضية حتى يتسنى لها الحكم نهائيا فيها والحقيقة فإن إطلاق وصف تنفيذ مثل هذا الحكم بالكارثة ليس من فراغ ولكنه جاء نتيجة لما تمثله البهائية من مخاطر كبيرة علي الأمة بل وتعد خطرا سابحا في أحشاء الأمة يستعد لأن يقوض أركانها ويهدمها إذا سنحت له الفرص المواتية لذلك‏..‏


 


       فبالإضافة لما يعتقدون به وما يدعون له من أشياء تخالف كلا وجزءا الشريعة الإسلامية وما بني عليه الإسلام من أركان مثل الصلاة والصوم والحج إلي آخره فإن هذه البهائية تدعو إلي الإباحية المطلقة وإلي الشيوع في النساء والأموال وإلي ترك كل تعاليم الأديان جاء هذا علي لسان قرة العين وهي احدي الدعاة الزعامات في البهائية وكانت نصيبها قزوين حيث قالت ما نصه مخاطبة البهائيين وغيرهم من المسلمين اعلموا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت لظهور الباب وأن أحكام الشريعة الجديدة البابية لم تصل إلينا وإشغالكم بالصوم والصلاة وسائر ما أتي به محمد عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام كله لغو وباطل إلي أن قالت أقول لكم لا أمر اليوم ولا تكليف ولا نهي ولا تعفيف وإنما نحن في زمان فترة فمزقوا الحجاب الحاجز بينكم وبين النساء واشتركوا جميعا في المال حيث انه حق مشاع ولا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم خذوا حظكم من هذه الحياة فلاشيء بعد الممات‏..‏


 


       وكذا فإن البهائية كانت تسعي دوما لتقويض اللغة العربية لغة القرآن حيث أن اللغة العربية هي النافذة المطلقة المطلة علي مفاهيم وأحكام الدين فالثابت تاريخيا أن البابية وهي أصل البهائية في مؤتمرها بدشت سنة‏1264‏ هـ أعلنت انسلاخها عن الإسلام واشتد بها المرض علي محاربة الإسلام وكل ما يتصل به ومنها لغته مع الاستنكار التام لعالمية اللغة العربية ومن هنا فقد قام البهاء بالدعوة إلي إيجاد لغة أخري تكون لغة الأمم بزعمه لذلك أخذ البهاء يدعو إلي اختراع لغة صناعية جديدة والبهائيون يفتخرون علي دعاة ما يسمى بلغة الأسبرانتوا بأن ربهم قد سبق إلي هذه الفكرة وأنه دعاء إليها بأن تظهر الدعوة إلي لغة الأسبرانتوا‏.‏


 


       والحقيقة أن البهائيين لا يتوقفون عن الدعوة للبهائية لأي شخص أيا كانت ديانته ويحظي من يعتقد بأن سهامهم مصوبة للمسلمين وفقط فهم ذوو منحي خاص جدا خاص بالمسيحيين ولذا فإن نشاطهم قد كثر وامتد للبلاد الأوروبية مثل انجلترا وفرنسا وألمانيا والنمسا وكذا أمريكا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية حيث أنهم يدعون المسيحيين للدخول في البهائية والإيمان بها حيث أنهم يروجون بأن دعوتهم المسيحيين للدخول في البهائية سيحد من أي عداء موجود بين المسيحية والإسلام بزعم أن البهائية تقرب المسيحيين إلي العقيدة الإسلامية علي حد زعمهم‏!!!‏ ولا أستطيع أن أستوعب كيف يتم ذلك وهذه البهائية تبعد كل البعد عن الإسلام وتعاليمه‏..‏


 


       ولكن يجب أن يوضع في الاعتبار شيء مهم وهو أن كتبا كثيرة قد تناولت شيئا دقيقا وهو أن هناك رابطا بين البهائية واليهودية ومنها ما هو ثابت في كتاب البيان وهو الكتاب المقدس للبابية أصل البهائية من تأكيد وتمجيد للكواكب وعبادها من شياطين الجن بالأسلوب اليهودي بنفس الطقوس والممارسات واتخاذ نفس الألغاز والشارات واستعمال الحروف


 


       والأعداد التي تستعملها اليهودية السرية في أعمال السحر واستخدام وتسخير الجن والأرواح الشريرة ولعل الرجوع لكتاب البهائية في الميزان للعلامة القزويني سيكون مفيدا جدا في هذا الشأن‏.‏


 


       البهائية لم تكن يوما مجرد شيء بلا طموح سياسي‏,‏ ولم يكن أبدا ما يتحلي به أفرادها من مظهر يفيد الوداعة والطيبة المصطنعة إلا ستارا يخفي تحته الكثير من الدوافع الدفينة والرغبات الطاغية في لعب دور ما بارز حسبما تسمح وتتهيأ الظروف‏,‏ ولعل الرجوع للجو الذي نشأت فيه البابية والبهائية سيرشدنا لفهم أشياء كثيرة يجب ألا تغيب عنا‏,‏ فالثابت تاريخيا أنه عندما حكم الفقهاء بوجوب حرب هؤلاء البابيين والبهائيين جرت حروب دامية ارتكب فيها البابيون من الفظائع وحرق القرى وذبح النساء والأطفال وقتل النفوس البريئة ما تقشعر منه الجلود وتذوب لذكره الأكباد‏,‏ بل الثابت أيضا تاريخيا أن البهاء وإخوته كانوا يثيرون الفتن ويدبرون الحيل لقتل ناصر الدين شاه سلطان إيران وكان رجلا مسلما حقا‏,‏ وقد قاموا بقتل جماعة كبيرة من أكابر الدولة آنذاك وكادوا يغتالون ناصر الدين شاه سلطان إيران آنذاك والذي ما إن برأ من إصابته أمر بنفيهم إلي العراق ثم اسطنبول ثم إلي عكا‏.‏


 


       ولذا فإن ما جاء بجريدة انقلاب إسلامي الإيرانية بخصوص محاولة انقلاب بهائي فاشل نقلته عنها جريدة السياسة الكويتية في عددها الصادر يوم الأحد ‏22/6/1980‏ ونص ما جاء بالجريدة ذكرت صحيفة انقلاب إسلامي الجمهورية الإسلامية أن خمسا وعشرين من أعضاء الطائفة البهائية نظموا مؤامرة ضد جمهورية إيران الإسلامية وقد ألقي القبض عليهم في يازد علي بعد‏650‏ كيلو مترا جنوب شرق طهران إلي آخر الخبر‏.‏


 


       من هنا نجد أن حلم لعب دور سياسي هو أحد الأحلام ذات الجذور التاريخية لدي البهائيين وأنهم ما يفتأوا يقومون بها إذا ما توافرت لهم الظروف والإمكانات لذلك‏,‏ ومن هنا فإننا يجب أن نلاحظ أن محاولتهم للانقلاب علي الجمهورية الإسلامية بإيران لم يكن وليد المصادفة ولا هي مغامرة حركتها الأهواء ولكنها عقيدة الوجود والقفز علي الأحداث للإيمان الكامل بضرورة وجود سياسي ما‏,‏ حتى ولو وصل الطموح لقلب نظام حكم أو تقويض أركان دولة‏.‏


 


       والحقيقة أنه ليس هناك ثمة دليل قاطع علي ما يحاوله الكثيرون من إثبات وجود رابطة ما أو علاقة ما بين البهائية والماسونية وهي من المنظمات الشديدة الارتباط باليهودية والصهيونية بل وأن تفسير محاولة انقلاب البهائيين علي الجمهورية الإسلامية في إيران في الثمانينيات بأنه بإيعاز من الماسونية العالمية هو أمر لم يخرج عن نطاق الاستنتاج حتى الآن‏.‏


 


       ومن هنا فإن استجلاء الحقيقة في أمر البهائيين هو أمر مهم‏,‏ بل يجب أن تنتبه أجهزة الإعلام التي تنشر حوارات مقطوعة وغير ذات هدف محدد‏,‏ يطل من خلالها هؤلاء البهائيون تقدم دون أن تشعر لهؤلاء البهائيين خدمات إعلامية جليلة كانوا لا يحلمون بها بل لا يستطيعون دفع ثمنها‏,‏ بل ويجب أن يبتعد الإعلام عن المناقشات والحوارات ذات الصوت العالي لأنصاف المثقفين حيث تضيع الحقيقة وتنتهي بفضول أكبر لدي المشاهد أو المستمع أو القارئ لمعرفة ماهية هذه البهائية والتي يحاول أن يلتحف أعضاؤها بعباءة حقوق الحريات مرة وبحقوق الديانات مرة أخري وكأن البهائية دين منزل من عند الله‏.‏


 


       وأخيرا إننا يجب أن نعلم أن الموضوع أكبر من حكم قضائي‏,‏ بل هو نافذة يتسلل من خلالها الكثيرون من أعداء الأمة يساعدهم فيها المساحة الهائلة من المشاهدة لشبكات الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة بل ومن المؤكد أن هذا الغزو الثقافي لشباب الأمة سيستمر بل وسيظل هو الشغل الشاغل لأعداء الأمة‏,‏ الأمر الذي يجعل من التمسك بثوابتنا وعقائدنا ووطنيتنا هو الملاذ الأكيد من هذا الغزو‏.‏


 


بقلم: د‏.‏ هشام عناني


‏ كلية الطب جامعة الزقازيق 


جريدة الأهرام المسائي-العدد 5511- 30 مايو 2006

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة