تحقير العلماء وتوقير الأمراء في كتابات البهاء

تحقير العلماء وتوقير الامراء في كتابات البهاء

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله

هذا موضوع شد انتباهي اثناء قراءاتي في كتابات حسين علي النوري و هو أنه لا يتهوان أبدا مع العلماء و لا يتردد في وصفهم بكل الصفات القبيحة مدعيا أنهم أهل ضلالة و كفر ثم نجده في المقابل يستخدم لغة مغايرة تماما اذا وصل الامر الي الرؤساء او الامراء أو ذوي الجاه . و هذه بعض الامثلة من كتبه علي هذا الامر

يقول في كتاب الايقان و اصفا العلماء ” فإنّه ما بعث أحد من الأنبياء إلا وكان مَعرض البغض والإنكار والرّدّ والسّبّ من العلماء، قاتلهم الله بما فعلوا من قبلُ، ومن بعدُ كانوا يفعلون” 140 ويقول ايضا في نفس الكتاب ” ويبيّن طبيعة مقامهم المزدوج، ويندّد بعمى العلماء وضلالهم في كلّ عصر فهم علّة الإعراض والاعتراض 221 ولا يشبع بهاء الله من كيل الشتائم لعلماء المسلمين فيواصل قائلا ” أهذا أم ذاك الّذي تصوِّره هؤلاء الهمج الرّعاع من تفطُّر السّماء؟ 41 وهذه العبارة “الهمج الرعاع” تكررت في غيرما موضع من كتبه كمالا يخفي علي المتتبع. فمن ذلك قوله في نفس الكتاب ” هذا موضع من المواضع الّتي أشير إليها، وفي هذا المقام ليس المقصود من التّحريف ما فهمه هؤلاء الهمج الرّعاع كما يقول بعضهم إنّ علماء اليهود والنّصارى محوا من الكتاب الآيات الّتي كانت في وصف الطّلعة المحمّديّة 74 و لا يتورع بهاء الله الذي يدعوا الي معاشرة الاديان بالروح والريحان الي وصف خصومه من العلماء بانهم كالكلاب كماقال في الايقانوالجميع مجتمعون كالكلاب على الأجساد الميتة، وقانعون بالبركة المالحة الّتي هي ملح أجاج ” 176

وفي حين لا يرقب بهاء الله في العلماء الا ولا ذمة و يراعي مكانتهم العلمية نراه يكيل المدح و الثناء ويعد بالسمع والطاعة المطلقة لذوي الجاه والسلطان. يقول بهاء الله في كتاب “نداء رب الجنود” يا ملك انّا سمعنا منك كلمة تكلّمت بها اذ سئلك ملك الرّوس عمّا قضی من حكم الغزاء انّ ربّك هو العليم الخبير قلتَ كنتُ راقداً فی المهاد ايقظنی ندآء العباد الّذين ظُلموا الی ان غُرقوا فی البحر الأسود كذلك سمعنا و ربّك علی ما اقول شهيد نشهد بأنّك ما ايقظك النّدآء بل الهوی لانّا بلوناك وجدناك فی معزل اعرف لحن القول و كن من المتفرّسين انّا ما نحبّ ان نرجع اليك كلمة سوء حفظاً للمقام الّذی اعطيناك فی الحياة الظّاهرة انّا اخترنا الأدب و جعلناه سجيّة المقرّبين انّه ثوب يوافق النّفوس من كلّ صغير و كبير ” فيابهاء الله كيف لا ترضي ان تسب ملكا حفظا لمقامه و رضيت أن تصف العلماء بالكلاب و بالهمج الرعاع؟؟ أليس للعلم مقام عندك؟؟ ولماذا اخترت الادب مع الامراء و تنكبته مع العلماء؟ ألا يطرح ذلك اكثر من سؤال؟؟ يواصل بهاء الله خضوعه المطلق لذوي الجاه قائلا في نفي الكتاب “نداء رب الجنود” ” أ خالفتك يا سلطان فی شیء او عصيتك فی امر او مع وزرائك الّذين كانوا ان يحكموا فی العراق باذنك لا فوربّ العالمين ما عصيناك و لا ايّاهم فی اقلّ من لمح البصر و لا اعصيك من بعد ان شآء اللّه و اراد ولو يرد علينا اعظم عمّا ورد و ندعو اللّه باللّيل و النّهار و فی كلّ بكور و اصيل ليوفّقك علی طاعته و اجرآء حكمه و يحفظك من جنود الشّياطين اذاً فافعل ما شئت و ما ينبغی لحضرتك و يليق لسلطنتك و لا تنس حكم اللّه فی كلّ ما اردت او تريد و قل الحمد للّه ربّ العالمين

فلماذا هذا التزلف للسلاطين يا بهاء الله و التأدب معهم لمجرد المكانة التي يحتلونها في المجتمع في حين تكيل أنواع الشتائم للعلماء متناسيا مكانتهم عند الله الذي مدحهم في غير ما آية و جعلهم شهداء مع نفسه سبحانه وتعالي و ملائكته.

وفي الختام أنقل لكم أحد تناقضات بهاء الله الكثير وهي حكمه علي أتباعه بأنه غيروا نعمة الله. وذلك أن البهائيين كثيرا ما يتبجحون بأنه ليس عندهم علماء في دينهم ويرونها مفخرة تميزهم عن بقية الاديان الاخري ولكن بهاء الله يقول في “نداء رب الجنود” ” ثمّ احترموا العلمآء بينكم الّذين يفعلون ما علموا و يتّبعون حدود اللّه و يحكمون بما حكم اللّه فی الكتاب فاعلموا بأنّهم سرج الهداية بين السّموات و الأرضين انّ الّذين لن تجدوا للعلمآء بينهم من شأن و لا من قدر اولئك غيّروا نعمة اللّه علی انفسهم قل فارتقبوا حتّی يغيّر اللّه عليكم انّه لا يعزب عن علمه من شیء يعلم غيب السّموات و الأرض و انّه بكلّ شیء عليم

مسلم فور ايفر السباعي

http://bahaismexplained.wordpress.com

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة