البهائية والإلحاد- وجهان لعملة واحدة

البهائية والإلحاد


 


       إن كانت البهائية تنكر أن دعوتها بعيدة كل البعد عن الإلحاد فهذا فكر سياسي يحاول شيطانهم تزيين سوء أعمالهم.


 


       عندما نسأل المعتدي سبب أعتدائه يقول أنه يحاول أن يُدافع عن نفسه وليس غرضه القتل وسفك الدماء وهتك الأعراض ، ولكن عندما نتابع أعتدائه وأشكالها نجده شيطان جاء ليبيح كل ما حرمه الله ليطعن الأخرين في شرفهم ليحقق مطامعه . وهذا ما تحاول أن تخفيه هذه الفئة البهائية الفاسدة .


 


قال البهائية:


        إن معرفة الأنبياء والرُسُل في كل عصرٍ هو عين معرفة الله لذلك يؤمن البهائيون بكلّ المظاهر الإلهيّة وبجميع الكتب السماويّة ويؤمنون بأن حضرة بهاء الله هو رسول هذا العصر وهو حامل الرّسالة الإلهيّة ليومنا هذا ويؤكّد حضرة بهاء الله أن رسالته واحدة من سلسلة الرسالات الإلهية التي تأتي للبشر كي تهديهم سواء السبيل، مؤكّدة ما سبق، مُبيّنة طريق اليوم، مُحذّرة من أخطار المستقبل، مُنذرة بأن الإعراض عن رسول العصر فيه ألم وعذاب كبير لبني الإنسان.  وهذه سُنّة الله في خلقه "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77).. .. .. انتهى


 


 


الرد :


        المشكلة الحقيقية التي تواجه البهائية هي الأعتماد على الآيات القرآنية للزود عن أفكارهم الجهنمية ، وقد نسوا بل تناسوا أن الآيات القرآنية واضحة بحيث أن كل إنسان يعقل ويبحث عن الإيمان يؤمن به .. ولكن الذين يريدون الفسق والفجور .. هم هؤلاء الذين لا يؤمنون .. لأن الآية هي الأمر العجيب .. والآية عجيبة لأنها معجزة .. والآيات معجزات للرسول تدل على صدق بلاغه عن الله .. وهي كذلك الآيات في القرآن الكريم .. وهي أمور واضحة لا يختلف عليها ولا تحتاج إلي بيان: "وما يكفر بها إلا الفاسقون" .. لذلك من يخرج عن منهج الله يقال له فاسق.


 


       إن الآيات التي أيد بها الله سبحانه وتعالى لرسوله محمداً عليه الصلاة والسلام ظاهرة أمام الكفار ليست محتاجة إلي دليل .. فرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يقرأ كلمة في حياته .. يأتي بهذا القرآن المعجز لفظا ومعنى .. هذه معجزة ظاهرة لا تحتاج إلي دليل .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا تغريه الدنيا كلها .. ليترك هذا الدين مهما أعطوه .. دليل على أنه صاحب مبدأ ورسالة من السماء.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخبر بقرآن موحى من السماء عن نتيجة حرب ستقع بعد تسع سنوات.. ويخبر الكفار والمنافقين بما في قلوبهم ويفضحهم .. ويتنبأ بأحداث قادمة وبقوانين الكون .. وغير ذلك مما احتواه القرآن المعجز من كل أنواع الإعجاز علمياً وفلكياً وكونياً.. كل هذه آيات بينات يتحدى القرآن بها الكفار.. كلها آيات واضحة لا يمكن أن يكفر بها إلا الذي يريد أن يخرج عن منهج الله، ويفعل ما تهواه نفسه.. إن الإعجاز في الكون وفي القرآن وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كل هذا لا يحتاج إلا لمجرد فكر محايد .. لنعرف أن هذا القرآن هو من عند الله ملئ بالمعجزات لغة وعلما .. وإنه سيظل معجزة لكل جيل له عطاء جديد.


 


       ولكن للأسف لم تعقل الفئة البهائية ما سبق قوله بل أتخذوا من الآيات القرآنية أهداف محاولين التأثير على العقل المسلم أولاً وهذا أول خطوات الخراب عليهم وعلى عقيدتهم .


 


       استخدموا الآية القرآنية التي جاءت بقول : "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77) ، على أن سنة الله هي إرسال الرسل ، ولكنهم لم يقرؤوا الآية بإتقان لأنهم يؤكدوا لنا أن الشيطان يزين لهم سوء أعمالهم .


 


       لو كان الله عز وجل أراد أن يوضح لنا ولرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ليس أخر الأنبياء والمرسلين لقال : سنة من قد أرسلنا قبلك وسنة من نرسلهم بعدك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ........... ولكن الله عز وجل لم يذكر (وبعدك) بل قال (قبلك) فقط  : "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77) ... إذن ليس هناك بعده أنبياء أو رسل .


 


       إن هذا الأسلوب المنحط أعتدنا عليه من أعداء الله الذي يتخذوا من الآيات التي تكشف زيفهم فيستخدموا الآيات بأسلوب شيطاني إلى ليضعوها في مواضع حوارية لتنصفهم ، وقد ينخدع بعض المسلمين بذلك وقد لا ينخدع البعض ولكن الواجب علينا مخاطبة الطرفين دعوة منا لأخذ الحذر والحيطة من هذه الأساليب الشيطانية .


 


       والآية التي نحن بصددها تقول : "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحوِيلاً" (سورة الإسراء-77) ، إذن هناك حكمة من الله لإرسال رسله ،  فالأمر ليس لعباً أو لهواً كما يتصوره بعض الضالين الذين يدعوا النبوة بالباطل .


 


       إن من رحمة الحق سبحانه وتعالى بالخلق، ومن تمام علمه سبحانه بضعف البشر أمام أهوائهم وأمام استئثارهم بالمنافع، أرسل الرسل إلى البشر ليبشروا ولينذروا. " وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ" فكأن الحق لم يشأ أن يترك البشر ليختلفوا، وإنما الغفلة من الناس هي التي أوجدت هذا الاختلاف. " مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ" ومن هذا القول الحكيم نعرف أن الاختلاف لا ينشأ إلا من إرادة البغي، والبغي هو أن يريد الإنسان أن يأخذ غير حقه. ومادام كل منا يريد أن يأخذ غير حقه فلابد أن ينشأ البغض. " فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ " أي أن الله يهدي الذين آمنوا من كل قوم بالرسول الذي جاء مبشرا ومنذرا وحاملا منهج الحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وبذلك يظل المنهج سائداً إلى أن تمضي فترة طويلة تغفل فيها النفوس، وتبدأ من خلالها المطامع ويحدث النسيان لمنهج الله، وتنشأ الأهواء، فيرسل الله الرسل ليعيدوا الناس إلى المنهج القويم، واستمر هذا الأمر حتى جاءت رسالة الإسلام خاتمة وبعث الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم للدنيا كافة، وبذلك ضمن لنا الحق سبحانه وتعالى ألا ينشأ خلاف في الأصل؛ لأننا لو كنا سنختلف في أصل العقيدة لجرى علينا ما جرى على الأمم السابقة. هم اختلفوا فأرسل الله لهم رسلا مبشرين ومنذرين، لكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أراد الحق لها منهجا واضحا يحميها من الاختلاف في أصل العقيدة. وإن اختلف الناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فعليهم أن يسترشدوا بالمنهج الحق المتمثل في القرآن والسنة.


 


       ونعرف أن من مميزاته صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء بحق، ولن تجد في الموكب الرسالي رسولا أوكل له الله أن ينشئ حكما جديدا لم ينزل في كتاب الله إلا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. لقد أعطى الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التفويض في أن يشرع عن الله؛ في ظل عصمة الله له فقد قال سبحانه:


 


{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}


(من الآية 7 سورة الحشر)


 


إنه أمر واضح للمؤمنين بأن يأتمروا بأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لأن ما يأمرهم به فيه الصلاح والخير، وأن ينتهوا عما ينهاهم عنه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إنما ينهي عن الأمور التي ليس فيها خير لأمة المسلمين. ويأمر الحق جل وعلا جماعة المسلمين بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها من طاعة الله، فيقول جل وعلا:


 


{ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاًً "80" }  (سورة النساء)


 


وهكذا نرى أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله، ومن يعرض عن طاعته فله العقاب في الآخرة. ويؤكد الحق سبحانه على طاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول:


 


{ قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ"32" }


(سورة آل عمران)


 


       هكذا نعرف أن طاعة الرحمن تستوجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم. إذن فقد فوض الله رسوله أن يشرع للبشر. وهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما ينطق عن الهوى.


 


       إن النصيحة التي أوجهها إلى البهائية وغيرهم من أعداء الإسلام ألاّ يفسروا القرآن حسب أهوائهم بل حسب ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ـ وعليكم وعلينا أن ننتبه إلى أن الله قد أمن أمة محمد صلى الله عليه وسلم على القرآن وعلى رسالة الإسلام، والقرآن ورسالة الإسلام لن يصيبها التغيير أو التحريف، وكل ما هو مطلوب أن يكون المؤمنون أهل دقة وفطنة، فإذا أراد إنسان أن يستغل أية سلطة زمنية أو أن يجئ بحديث موضوع ليروج لباطله فعلى المسلمين أن يكشفوا سوء مقصد هذا الإنسان اللعين .


 


       فنحن كمسلمون نفهم أن الله شاء بالإسلام حياة القيم، كما شاء بالماء حياة المادة، والماء حتى يظل ماء فلابد أن يظل بلا طعم ولا لون ولا رائحة، فإذا أردت أن تجعل له طعما خرج عن خاصيته؛ ربما أصبح مشروبا أو عصيرا أو غير ذلك، وقد يحب بعض الناس نوعا من العصير، لكن كل الناس يحبون الماء؛ لأن به تصان الحياة، فإذا رأيت ديناً قد تلون بجماعة أو بهيئة أو بشكل فاعلم أن ذلك خارج عن نطاق الإسلام . وكل جامعة تريد أن تصبغ دين الله بلون إنما يخرجونه عن طبيعته الأصلية، ولذلك نجد أمتنا الإسلامية في مصر والسعودية ... إلخ قد صانت علوم الإسلام بالأزهر الشريف والهيئات الأخرى وكل عالم من علماء الإسلام في أي بقعة من بقاع الأرض مدين لهم . وهذا هو الإسلام الذي لا يتلون؛ لأنه إسلام الفطرة.


 


       أما الدعوات المضللة كالبهائية خرجت عن منهج الله عز وجل وبذلك انحرفت عن العقيدة الحق ففتحت باب الإلحاد على مصرعيه .


 


كتبه:  أبو أدهم


 


 

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة