تفنيد الأقدس في ضوء المنهج اللغوي

تفنيد الأقدس في ضوء المنهج اللغوي


ورد في كتاب الميرزا حسين -ككتاب أستاذه- عشرات من الأخطاء النحوية واللغوية، مما ينفي نفياً قاطعاً كونه وحياً من عند الله لفظاً أو معنى، فمن هذه الأخطاء:


 قوله: " يا قلم الأعلى تحرك بإذن ربك فاطر السماء، ثم أذكر إذا أراد مطلع التوحيد مكتب التجريد لعل الأحرار يطلعن – كذا- على قدر رسم الإبرة "


       وقوله: "يا قلم الأعلى تحرك بإذن ربك فاطر السماء، ثم اذكر إذا أراد مطلع التوحيد مكتب التجريد لعل الأحرار يطلعن"


       و قوله: "ليس هذا أمر - كذا - تلعبون به "


       و قوله: " اغتمسوا من بحر بياني لعل تطلعون-كذا"


       وحين يقول:" تالله انكشف الحجاب إنكم تنصعقون"


وهذه اللفظة قد كررها البهاء كثيراً، وإنها لتدل على سوء بيانه، وفساد ذوقه اللغوي.


وتلك نماذج قدمناها على سبيل المثال لا الحصر، إذ أن الأخطاء كثيرة في هذا الكتاب.




وللأستاذين : د. محمد عبد المنعم خفاجي ود. عبد العزيز شرف دراسة رائعة في الرد على البهائيين في ضوء المنهج اللغوي تكشف زيف ما أتى به البابيون والبهائيون، وتكشف أمراض لغتهم التي تتمثل في أربعة أمراض، هي كما وردت في كتاب بعنوان: الرد على البهائيين في ضوء المنهج اللغوي:


 


1-الحبسة اللفظية: حيث يصعب استدعاء الكلمات سواء في القول أو الكتابة، فتكون النتيجة أن يخرج تركيب اللفظ مختلاً.


2-الحبسة الاسمية: ويسيء فيها (المريض) استخدام الأسماء، ويعجز عن فهم معنى الكلمات والرموز.


3-الحبسة النحوية: ويعجز فيها مريض اللغة عن ترتيب الكلمات حسب نغمة اللغة وقواعد النحو.



4-الحبسة الدلالية: حيث تغيب دلالات النص عندما تغيب فكرته ومعناه ويضطرب مضمونة.




       ويورد أصحاب الدراسة عشرات الأمثلة نورد منها مثالاً واحداً؛ فقد ورد في كتاب الأقدس: "إن أول ما كتب الله على العباد عرفان مشرق وحيه، ومطلع أمره، الذي كان مقام نفسه في عالم الأمر والخلق، من فاز به فقد فاز بكل الخير، والذي منع إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال.."


 


       والنص السابق هو ما افتتح به كتاب البهاء، والكتب تعرف دائماً باستهلالها الذي يدل على مظهر بلاغتها وتصوير لانتماءاتها، كما يقول صاحبا البحث ويضيفان متسائلين: ماذا في هذه الافتتاحية؟!


 


       ويجيبان: "هنا فقرتان الأولى منهما يحوطها الغموض من كل جانب.. ماذا يريد أن يقول (النص)؟إنه لا مضمون ولا فكرة ولا معنى بدون صياغة واضحة قوية بليغة تؤديها، البهائيون دائماً يلجئون إلى الغموض والرمز، فتجيء لغتهم ضبابية الصياغة، عائمة الأفكار، ومن هنا ادّعوا التأويل فراراً من الوضوح وادعوا فلسفة التأويل للخروج من دلالة النص"(1)





       ويتساءل الباحثان: لماذا جعل صاحب الأقدس المعرفة وحدها الفوز بالخير؟ ذلك هو قصور العقل وضلال التفكير والبعد عن السليم.. فما جدوى المعرفة بلا عمل.


 


أما قوله (البهاء):"والذي منع إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال"


       (الذي): اسم موصول يحتاج إلى صلة، وهي هذا الفعل(منع) ويحتاج إلى عائد وليس العائد موجوداً في الكلام ، فيكون التركيب ناقصاً، و الأسلوب هنا أن يقول القائل: " والذي منع منه(أي من العرفان) إنه من أهل الضلال".


 


وحتى لو قالها البهاء، فهذا أسلوب رديء غاية الرداءة سقيم السقم، أين البلاغة والفصاحة والبيان فيه؟!


 


وماذا هذا السجع الرديء: " إنه من أهل الضلال ولو يأتي بكل الأعمال" إنه العيب الأكبر والعجز الفاضح عن الإتيان بأسلوب بليغ.


 


وفي الفقرة الثالثة من الأقدس يقول البهاء: "إنا أمرناكم حدودات النفس"


ويسأل الباحثان: "لماذا جمع جمعاً مؤنثاًَ مع أنه جمع تكسير؟! خطأ في العربية التي لا تقبل أن تكون الكلمة جمعاً وهي في الأصل أي (حدود) ثم ما هي حدودات النفس؟! الإجابة هي أخطاء في اللغة والتعبير!!





       نكتفي من دراسة د. محمد عبد المنعم خفاجي ود. عبد العزيز شرف بهذا القدر البسيط، ونـحيل من يريد الاستزادة إلى الأصل، لكن وقبل أن نغادر محطة الحديث عن لغة البهاء وتراثه التلفيقي الذي تركه لضلال البسطاء والعوام والدهماء، والذين في قلوبهم مرض والذين أرادوا لأنفسهم الضلال فزين الله لهم ما أرادوا، نثبت بعضاً مما أتى في كتب البهاء  المختلفة وما أكثرها في أحد الألواح(لوح ششم) يقول البهاء:


"أي رب أسألك بنفسك العلى الأعلى ثم يطهروك كرة أخرى الذي به انقلب ملكوت الأسماء وجبروت الصفات وأخذ السكر سكان الأرضين والسماوات والزلزال من في ملكوت الأمر والخلق إلا من صام عن كل ما يكرهه رضاك، وأمسك نفسه عن التوجه إلى ما سِواك ، بأن تجعلنا منهم وتكتب أسماءنا في لوح الذي كتبت أسماءهم، وإنك يا إلهي ببدايع قدرتك وسلطنتك اتشعبت اسمائهم من .."


 


وفي الألواح أيضاً يقول: "قد نزلت النقطة مرتين كما نزل المثاني كرتين والحمد لله الذي أظهر النقطة وفصل بمنها علم ما كان وما يكون وجعلها منادية باسمه ومبشرة بظهوره الأعظم الذي به ارتعدت فرائص الأمم.. الخ"


 


ويقول أيضا: "يا أيها السائل الناظر والذي اجتذب الملأ الأعلى بكلمته العليا إن الطيور ممالك ملكوتي وحمامات رياضي حكمتي تغردات ونغمات ما اطلع عليها إلا الله مالك الملك والجبروت ولو يظهر أقل من سم الإبرة ليقول الظالمون ما لا قاله الأولون"


      


       ويقول أيضا: "ويرتكبون ما لا ارتكبه أحد في الأعمار والقرون ، قد أنكروا فضل الله وبرهانه وحجة الله وآياته، ضلوا وأضلوا الناس ولا يشعرون، يعبدون الأوهام ولا يعرفون، قد اتخذوا الظنون لأنفسهم أرباباً من دون الله ولا يفقهون 0 يتبعون أهواءهم معرضين عن الله المهيمن القيوم. قل تالله قد أتى الرحمن بقدرة وسلطان وبه ارتعدت فرائص الأديان"


 


ويقول في لوح ينجم: "اللهم إني أسألك بشعراتك التي يتحرك على صفحات الوجه كما يتحرك على صفحات الألواح قلمك الأعلى وبها تضوعت رائحة مسك المعاني في ملكوت الإنشاد"


ما هذا الهذيان والخرف؟ ما هذه الركاكة والضعة والضعف؟! هل يصدق نصف عاقل أن هذا الكلام يصدر عن الله ؟! حاشا وكلا، وفيها تجسيد لذات الله حين يقول شعراتك التي يتحرك على صفحات الوجه، وتعبيرات ركيكة من مثل:" ما لا ارتكبه أحد في الأعمار والقرون"، "فرائص الأديان" "فرائص الأمم "، وأخطاء ساذجة في الإملاء وقواعد النحو.. هذا هو إعجاز البهاء الذي يذكرنا بإعجاز مسيلمة الكذاب حتى ولو نمّق هذا الإعجاز بكلمات عن الحب والمساواة والخير والوحدة والتآلف يقصد أن يستميل بها السذج، لكنه لن يفعل إلا مع من لديهم قابلية لتلك الاستمالة.


 


       وفي البهاء _ كما في مسيلمة _ يصدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


 


       طرفة حول الباب (زعيم البهاء):


       يُذكر أنه حينما واجه بعض معاصري الباب بما يشيع في كتابه(البيان) من لحن وانحراف عن قواعد اللغة العربية أجاب في تمحل صفيق: " إن الحروف والكلمات كانت قد عصيت واقترفت خطيئة في الأول فعوقبت على خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب وحيث إن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين حتى الحروف والكلمات فأطلقت من قيدها تذهب إلى حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط"(2).


      


       كان قد عُقِدَ اجتماعاً للباب لمناقشته في أموره التي يبتدعها من أن كتابه البيان هو وحي من الله، وأن أحكام كتابه قد نسخت القرآن، وغير ذلك من الإدعاءات الكاذبة، فتهرّب الباب من الرد وقال أن هذه أمور يطول الرد عليها، وخاطبَ القوم قائلاً: " ألم تعلموا أني أكتب وأخطب خطباً مطولة فصيحة بالبداهة والارتجال، وشرع يخطبهم فقال:" الحمد لله الذي رفع السمواتَ والأرض، وفتح تاء السماوات، وكسر الضاد من الأرض، فقال له ولي العهد" صه صه" وجعل يردد قول ابن مالك:


             وما بِتَا وألِفٍ قد جُمِعا


                                       يُكسَرُ في النصب وفي الجرِّ معا


       ثم عوقب بعدها وحبس الباب وأعلن أنه لن يعود لغيه هذا مجدداً ومن ثم عاد فقتل الباب شر قتلة رمياً بالرصاص، وقيل أن السباع قد نهشت جثته.


 




 جزى الله خيرا



1- عاطف عبد الغني- وثائق واعترافات البهائيين


2- مفتاح باب الأبواب ص99

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة