تعدد الزوجات قبل الإسلام









تعدد الزوجات قبل الإسلام




لم يبتكر الإسلام نظام التعدد .. فالثابت تاريخياً أن تعدد الزوجات ظاهرة عرفتها البشرية منذ أقدم العصور ، وهاهم أنبياء الله الكرام ، يذكر عنهم الكتاب المقدس الآتي :


أولاً : زوجات نبي الله داود عليه السلام :


1- ميكال ابنة شاول (صموئيل الأول 18: 20-27)
2-
أبيجال أرملة نابال (صموئيل الأول 25: 42)
3-
أخينوعيم اليزرعيلية (صموئيل الأول 25: 43)
4-
معكة ابنت تلماى ملك جشور (صموئيل الثانى 3: 2-5)
5-
حجيث (صموئيل الثانى 3: 2-5)
6-
أبيطال (صموئيل الثانى 3: 2-5)
7-
عجلة (صموئيل الثانى 3: 2-5)
8-
بثشبع أرملة أوريا الحثى (صموئيل الثانى 11: 27)
9-
أبيشج الشونمية (ملوك الأول 1: 1-4)


علماً بأن الله سبحانه وتعالى لم ينكر هذا التعدد على داود - عليه السلام - ولم يعتبره خطيئة في حقه ، حتى ان كاتب سفر الملوك الأول 15 : 5 قال عن داود الآتي :


" لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ ". ( ترجمة فاندايك )


ثانياً : زوجات نبي الله إبراهيم عليه السلام :
1-
سارة (تكوين 20: 12)
2-
هاجر (تكوين 16: 15)
3-
قطورة (تكوين 25: 1)
4-
مجموعة من السراري (تكوين 25 : 6)


وهنا أيضاً لم ينكر الله سبحانه وتعالى هذا التعدد على إبراهيم - عليه السلام - ولم يعتبره خطيئة في حقه - عليه السلام - بل ان الله سبحانه وتعالى جعل إبراهيم خليله ( اش 41 : 8 ) وانه - عليه السلام - مات بشيبة صالحة ( تكوين 25 : 8 ) .


ثالثاً : زوجات نبي الله يعقوب عليه السلام :
1- ليئة
 ( تكوين  35 : 23 )
2- راحيل
 ( تكوين 35 : 24 )
3-
بلهة ( تكوين 35 : 25 )
4-
زلفة ( تكوين 35 : 26 )


هل حسب الله على يعقوب هذا التعدد خطيئة ؟ أين الدليل ؟


ثالثاً : زوجات نبي الله موسى عليه السلام :
1- صفورة (
خروج  2 : 21 )
2- امرأة كوشية 
( عدد 12 : 1 )


هل حسب الله على موسى هذا التعدد خطيئة ؟ أين الدليل ؟


هذا والدارس للعهد الجديد يجد نصوصاً يستشف منها القارىء ما يبيح التعدد في الزوجات كالنص الوارد في رسالة بولس الاولى الي تيموثاوس 3 : 2 : (( فعلى الاسقف أن يكون منزها عن اللوم ، زوج امرأة واحدة )) . وهذا يعني أن اللوم على اكثر من واحدة خاص بالاسقف فلا يشمل كل الرعية والناس . 


وكذلك ما جاء في نفس الرسالة [ 3 : 12 ] : (( ليكن الشمامسة كل بعل امرأة واحدة مدبرين اولادهم وبيوتهم حسنا )) . وفي ترجمة كتاب الحياة : (( كما يجب أن يكون كل مُدَبِّرٍ زوجاً لامْرَأَةٍ واحدة ، يُحْسِنُ تدبير أولاده و بيته )) . وبهذا نستشف ان التعدد غير مباح للشماس أو المدبر في الكنيسة فلا يشمل بقية الناس والرعية .


والمسيح نفسه ضرب مثلاً في متى 25 : 1 - 11 بعشرة من العذراى كن في انتظار العريس وأنهن لجهالة بعضهن لم يستطعن الدخول معه فأغلق الباب دون هذا البعض لأنهن لم يكن قد أعددن ما يلزم - فلو أن التعدد كان غير جائز عنده ما ضرب المثل بالعذراى العشر اللائي ينتظرن عريساً واحداً .


وكم طالبنا النصارى أن يأتوا بدليل واحد على لسان المسيح يمنع فيه التعدد فعجزوا ، وكل ما يستدلوا به  إنما هو تمويه وليس فيه ما يصلح للإحتجاج فنراهم يستدلون بما جاء في متى ( 19 : 3 و 4 و 5 ) :


(( وجاء اليه الفريسيون ليجربوه قائلين له هل يحل للرجل ان يطلق امرأته لكل سبب . فاجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وانثى وقال .من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا )) .


 في الحقيقة هذه العبارات ليس فيها منع التعدد ، ولا نجد جملة واحدة تقول ممنوع التعدد او لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة ، وغاية الكلام هنا هو منع الطلاق وليس غير ، وهذا ما سأله الفريسيون من البداية وهذا ما عناه المسيح عليه السلام .


و قولهم أنّ عبارة ( ويكون الأثنان جسدا واحدا ) تعني عدم السماح بالتعدد فخطأ ، وهذا تحميل للمعنى فوق ما يحتمل ، والرد عليه بغاية السهولة ، فنقول :


إذا كان الرجل مع إمرأءة ما جسداً واحداً ، لا يمنع أن يكون مع إمرأءة اخرى جسداً واحداً ايضاً ، وأضرب مثالاً آخر لتبسيط الفكرة :


إذا كان يُشكّل زيد مع عمر يداً واحدة للرد على شبهات النصارى في هذا الموقع ، فهذا لا يمنع أن يُشكّل زيد مع شخص آخر يداً واحدة للرد على شبه النصارى  في موقع آخر وفي نفس الوقت .


أرجوا ان تدقق في هذا المثل عزيزي القارئ  بعين حيادية وباحثة عن الحقيقة . . *


هذا ولقد كان تعدد الزوجات منتشرا في جزيرة العرب قبل الإسلام أيضا .. وكان مطلقا بلا أية حدود أو ضوابط أو قيود .. لم يكن هناك حد أقصى لعدد الزوجات أو المحظيات ..  ولم يكن هناك اشتراط على الزوج أن يعدل بين زوجاته ، أو يقسم بينهن بالسوية – كما أمر بذلك الإسلام ..


أفإذا أمر الإسلام العظيم بالرحمة والعدل والمساواة بين الزوجات ، وتحديد الحد الأقصى بأربع زوجات ، وحظر التعدد إذا خشي الزوج ألا يعدل – يأتي نفر من الجهلة والمتنطعين ليعترضوا ؟! هل من المعقول أن تأتينا الرحمة من السماء فنردها على الرحمن الرحيم ؟!


لقد كانت المجتمعات الجاهليةقبل الإسلام – تموج بألوان شتى من الظلم والجرائم والفواحش ما ظهر منها وما بطن ..


وكانت المرأة بالذات هي الضحية والمجني عليها على الدوام ، وفى كل المجتمعات كان الزوج يقضى معظم أوقاته في أحضان صاحبات الرايات الحمراء ، ولا يعود إلى بيته إلا مكدودا منهك القوى خالي الوفاض من المال والعافية !!


وما كانت المرأة تجرؤ على الإنكار أو الاعتراض عليه !! وكان آخر يمضى الشهر تلو الشهر عند الزوجة الجميلة ، ويؤثر أولاده منها بالهدايا والأموال الطائلة ، ولا تجرؤ الأخرى أو الأخريات ولا أولادهن على النطق بكلمة واحدة إزاء هذا الظلم الفادح ..


فهل إذا جاء الإسلام واشترط تحقيق العدالة والرحمة و البر والإكرام لكل الزوجات والأولاد على قدم المساواة .. هل إذا جاءت مثل هذه الضوابط نرفضها ، ونتطاول على التشريع الإلهي وعلى النبي وعلى الدين كله ؟!


إنها حقا لا تعمى الأبصار .. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور السوداء !!


.................................................


* كتبه الأخ بلال


 


 

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة