عرض المقال :نقض توهمات منكري الحياة الأخرى
  الصفحة الرئيسية » مـقـالات الموقـــع » الرد على شبهات حول الإسلام » الرد على الشبهات العقلانية للملاحدة

اسم المقال : نقض توهمات منكري الحياة الأخرى
كاتب المقال: الحقيقة
ign: right; line-height: 150%; direction: rtl; unicode-bidi: embed" dir="rtl" class="3">

إن ما أسماه بالنظرية العلمية المجردة القاسية الباردة ،قد عرفنا بالمناقشات العلمية التي أوردناها فيما سبق أنها فرضيات احتمالية صاغها الملحدون باسم العلم ، وليس لها براهين علمية مقبولة ، ثم تلقفها المجرمون في الأرض وأخذوا يروِّجون لها ، ويلبسونها أثواب الحقائق العلمية ، ويعطونها من قوة التثبيت ما لا تملك شيئاً منها .

فكونها نظرية دعوى باطلة ، لأنها فرضيات احتمالية لم تدعها أدلة تجعلها في مستوى النظريات .

وكونها علمية هي أيضاً دعوى باطلة ، لأن الفرضيات ظنون ضعيفة لا يصح تسميتها علماً ، لا سيما إذا كان يوجد ما يخالفها مما تدعمه الأدلة دعماً أقوى من دعمها .

وكونها مجردة قاسية باردة لا أجد له تفسيراً واقعياً إلا أنها مجردة عن المنطق السليم ، ومجردة عن أية غاية كريمة ، وقاسية على النفوس قسوة الباطل حينما يبهت الحق بتزييفه ، وباردة برود الموت الذي لا يستطيع أن يحيا .

وأدهى من ذلك وأمر ما نجده من خلط عجيب لا يفعله إلا وقح شديد الوقاحة ، أو جاهل بالدين شديد الجهل ، وذلك إذ يزعم : "أن الغيبيات والملائكة والصلوات والمعجزات والجن تؤلف جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته ، كذلك الأمر بالنسبة لتاريخ الإنسان ومصيره".

فهل يجد أحد في الدين أن الصلوات كان لها أثر في نشأة الكون وطبيعته؟

هل يجد أحد في الدين أن الجن جزء لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وخلقه في عقيدة المسلمين؟ هل ساهم الجن في نشأة الكون وخلقه؟

هل يقول مثل هذا أحد من جهلة المسلمين فضلاً عن علمائهم؟

إن الدين يقرر أن الكون قد نشأ بخلق الله له ، ضمن نظام الأسباب والمسببات ، التي إذا اكتشف الباحثون شيئاً منها سمَّوها قوانين طبيعية .

فما هذا الخلط العجيب المفترى على الدين؟! ما هذا الخلط العجيب الذي لا نجد له مثيلاً إلا في أوكار الحشاشين ، أو في مستشفى المجانين؟ أو في أقوال المهرجين؟!

قد يكون عذره أنه لم يقرأ إلا كتب الماركسيين ، ودسائس اليهود وأجرائهم ، ولم يسمع إلا أقوال هؤلاء وأولئك في التهكم على الدين ، فظنها فعلاً مفاهيم إسلامية ، فحملها حملاً ببغاوياً وكتبها في مقالاته مقابل أجر معلوم ، دون أن يرجع إلى المصادر الإسلامية ويحقق فيها .

ولكن هل هذه طريقة باحث علمي أكاديمي يكتب نقداً وينشره بين جماهير المثقفين ، وهو بهذا المستوى الذي لا يليق بصغار أبناء المدارس ، فضلاً عن الذين تضعهم الأوراق المختومة بين كبار الدارسين؟!

أو لعله نظر من بعيد فرأى أن المسلمين يصلون لله خالق الكون وفاطره ، ويعتقدون بأنه يوجد مخلوقات أخرى غيرهم خلقهم الله كما خلق البشر ، إلا أنهم مزودون بخصائص وصفات ليس لدى البشر نظيرها ، فمن هذه المخلوقات الملائكة ، ومنها الجن . والمسلمون يعتقدون بها تصديقاً لخبر الله ، دون أن يعتقدوا بأن لها مشاركة في تعليل نشأة الكون وطبيعته ، وإنما لها تاريخ فيه كما للإنسان فيه تاريخ ، ولها وظائف فيه ، كما للإنسان فيه وظائف ، ثم بنى (العظم) على نظرته هذه التي نظرها من بعيد إلى المسلمين وعقائدهم ، فزعم أن كل هذه الأمور جزء لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته وتاريخ الإنسان ومصيره .

إن مثل (د. العظم) في صنيعه هذا كمثل من يراقب مطبخ الجيش المحارب من بعيد ، فيرى فيه الكوسا والباذنجان وأكياس البصل وأواني الأطعمة المحفوظة وأدوات الطبخ وأسياخ شي اللحم ، فينسى وظائف هذه الأشياء فيقول : إن هذا الجيش المحارب يستخدم في حربه (الكوسا والباذنجان والبصل وعلب الطماطم) ويعدد ما شاهد في مطبخ الجيش ، ثم يقول : إن هذه الأشياء تمثل عند عدوناً جزءاً لا يتجزأ من القيادة العامة للجيش .

كان باستطاعته ما دام قد وصل إلى هذا الحد من السخافة الفكرية النقدية أن يضيف أشياء كثيرة لا حصر لها من الدين ، ويجعلها جزءاً لا يتجزأ من التعليل الديني لنشأة الكون وطبيعته وتاريخ الإنسان ومصيره ، فله أن يضيف مع الصلوات التي ذكرها الزكاة والصوم والحج وتحريم الربا وتحريم الخمر والميسر ، وتحريم أكل أموال الناس بالباطل ، وتحريم الغش ، وتحريم العدوان والظلم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأن يضيف مع الملائكة والجن جميع الحيوانات والنباتات التي خلقها الله ، والجبال والأوديان والأنهار والسحاب والليل والنهار والسماء والأرض ، فكلها مذكورة فعلاً في القرآن ، ولكن لكل منها مناسبة ، ولكل منها موقعاً ، ولا علاقة لها بتعليل نشأة الكون وطبيعته ، وإنما هي أجزاء موجودة في الكون تحتاج هي إلى تعليل ، وليست جزءاً من التعليل .

فيا لهذا من مغالطة متهافتة جداً ، تكشف لأصغر طلاب المدارس زيف كاتبها ، إذا كان لديه ولو قدر يسير من المعرفة الدينية .

الصفحات[ 1] [2]
اضيف بواسطة :   admin       رتبته (   الادارة )
التقييم: 1 /5 ( 1 صوت )

تاريخ الاضافة: 26-11-2009

الزوار: 5547


المقالات المتشابهة
جديد قسم مـقـالات الموقـــع
القائمة الرئيسية
البحث
البحث في
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك