« الرد على الأخطاء اللغوية المزعومة حول القرآن الكريم »
الرد على الأخطاء اللغويةالمزعومة حول القرآن الكريم
يتهجم المنصرونوالمستشرقون وجهلة اللغة العربية على بعض الصور النحوية أو البلاغية التى لايفهمونها فى القرآن الكريم ، سواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل، فهو نفس حال الذىيريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه فى يديه. 1 - رفع المعطوف على المنصوب س 106: جاء في سورة المائدة 5: 69 (إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَبِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَرَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). وكان يجب أن ينصبالمعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17. الجواب : لو كان في الجملة اسم موصول واحد لحق لك أن تنكر ذلك ، لكن لايلزم للاسم الموصول الثاني أن يكون تابعا لإنَّ. فالواو هنا استئنافية من باب إضافةالجُملة للجملة ، وليست عطفا على الجملة الأولى. لذلك رُفِعَ ( والصابئون ) للإستئناف ( اسم مبتدأ ) وخبره محذوف تقديره والصابئون كذلك أى فى حكمهم. والفائدةمن عدم عطفهم على مَن قبلهم هو أن الصابئين أشد الفرق المذكورين فى هذه الآيةضلالاً ، فكأنه قيل: كل هؤلاء الفرق إن آمنوا وعملوا الصالحات قَبِلَ اللهُتَوْبتهم وأزال ذنبهم ، حتى الصابئون فإنهم إن آمنوا كانوا أيضاً كذلك. وهذا التعبير ليس غريبا في اللغة العربية، بل هو مستعمل فيها كقول بشر بن أبي خازمالأسدي الذي قال : إذا جزت نواصي آل بدر فأدوها وأسرى في الوثاق *** وإلافاعلموا أنــا وأنـتم بغـاة ، ما بقـينا في شـقاق والشاهد في البيت الثاني، حيث ( أن ) حرف مشبه بالفعل، ( نا ) اسمها في محل نصب، و( أنتم ) الواو عاطفةوأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ، وبغاة خبر أن ( أو أنتم ) مرفوع، والخبر الثانيمحذوف، وكان يمكن أن يقول فاعلموا أنا بغاة وأنتم بغاة، لكنه عطف مع التقديم وحذفالخبر ، تنبيها على أن المخاطبين أكثر اتصافا بالبغي من قومه هو ، فقدم ذكرهم قبلإتمام الخبر لئلا يدخل قومه في البغي ــ وهم الأقل فيه ــ قبل الآخرين ونظيره أيضا الشاهد المشهور لضابئ بن الحارث البرجمي : فمن يك أمسىفي المدينة رحله *** فإني وقـيار بها لغريب وقيار هو جمله ، معطوف على اسمإن منصوب بها أراد ان يقول : إني بها لغريب ، وقيار كذلك غريب ومثله أيضا قول قيس بن الخطيم: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضِ والرأيمختلف وقيل فيه أيضاً: إنَّ لفظ إنَّ ينصب المبتدأ لفظا ويبقى مرفوعا محلا،فيصح لغة أن تكون ( والصابئون ) معطوفة على محل اسم إن سواء كان ذلك قبل مجيء الخبرأو بعده ، أو هي معطوفة على المضمر في ( هادوا ). 2 - نصب الفاعل س 107: جاء في سورة البقرة 2: 124 (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّيجَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِيالظَّالِمِينَ). وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول الظالمون . الجواب : ينالفعل متعدى بمعنى (يشمل أو يَعُم) كما فى الآية أى لا يشمل عهدى الظالمين، فعهدى هنافاعل، والظالمين مفعول به. مثال لذلك لقد ناله ظلماً، وأسفنا لما ناله منإهانة. والإمامة والعهد بالإمامة هنا معناه النبوة، وبذلك تكون جواباً منالله على طلب نبينا إبراهيم أن يجعل النبوة فى ذريته فوافقه الله إلا أنه استثنىالظالمين، كما لو أنه أراد قول (إلا الظالمين من ذريتك). وتجىء أيضاً بمعنىحصل على مثل: نال الظالم جزاءه. ومن مصادر اللغة , المعجمات القديمة التيجمعها (لسان العرب) وها هو يقول: والعرب تقول: "نالني من فلان معروف ينالني أي وصلإلي منه معروف" لسان العرب 11/685 3- جعل الضميرالعائد على المفرد جمعاً س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداًفيقول ذهب الله بنوره . الجواب: فهو هنا لم يشبهالجماعة بالواحد وإنما شبهت قصتهم بقصة المستوقد. ومثال ذلك قوله: (مثل الذينحُمِّلوا التوراة ثمَّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) [الجمعة 5]. فلما أضاءتما حوله أضاءت أيضاً للآخرين ، فكان عقاب الله أنها ذهبت بأبصارهم جميعاً، لاحظ أنالله يضرب المثل بقوم استوقد أحدهم ناراً فلمَّا أضاءت ما حول فاعل هذه النار أضاءتأيضاً حول ذهب الله بأبصار هذا القوم. ونلاحظ أنه قال (ذهب) وهى أبلغ منأذهب لأن ذهب بالشىء اسطحبه ومضى به معه، فكأنما أراد الله أن يذكرهم أنه يرون بنورالله وفى معيته، وحيث أنهم اختاروا طريق الظلمة فقد أخذ الله نوره وتركهم فى ظلماتأنفسهم التى اختاروا البقاء فيها. 4 - تذكير خبرالاسم المؤنث س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 (وَلاَ تُفْسِدُوافِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَاللهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِين). وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيثفيقول قريبة . الجواب: إن كلمة قريب على وزنفعيل، وصيغة فعيل يستوى فيها المذكر والمؤنث. 5 - تأنيث العدد وجمع المعدود س 109: جاء في سورة الأعراف 7: 160 (وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً) . وكان يجب أن يذكرالعدد ويأتي بمفرد المعدود فيقول اثني عشر سبطاً . الجواب: لأن تمييز (اثنتي عشرة) ليس هو (أسباطا) [لأن تمييز الأعداد من 11 إلى 99مفرد منصوب] بل هو مفهوم من قوله تعالى (و قطعناهم)، والمعنى اثنتي عشرة قطعة أيفرقة، وهذا التركيب في الذروة العليا من البلاغة، حيث حذف التمييز لدلالة قوله (وقطعناهم) عليه ، وذكر وصفا ملازما لفرق بني إسرائيل وهم الأسباط بدلا من التمييز. وعند القرطبي أنه لما جاء بعد السبط (أمما) ذهب التأنيث إلى الأمم ، وكلمة (أسباطا) بدل من (اثنتي عشرة)، وكلمة (أمما) نعت للأسباط. وأسباط يعقوب من تناسلوا من أبنائه، ولو جعل الأسباط تمييزه فقال: اثني عشر سبطا، لكان الكلام ناقصا لا يصح في كتاببليغ؟ لأن السبط يصدق على الواحد، فيكون أسباط يعقوب اثني عشر رجلا فقط، ولهذا جمعالأسباط و قال بعدها (أمما) لأن الأمة هي الجماعة الكثيرة، وقد كانت كل فرقة منأسباط يعقوب جماعة كبيرة. [واثنتى هنا مفعول به ثانى ، والمفعول به الأول (هم)]. 6 - جمع الضمير العائد على المثنى س 110:جاء في سورة الحج 22: 19(هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِيرَبِّهِمْ). وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما فيربهما. الجواب: الجملة في الآية مستأنفة مسوقةلسرد قصة المتبارزين يوم بدر وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابناربيعة والوليد بن عتبة. التقدير هؤلاء القوم صاروا في خصومتهم على نوعين. وينضويتحت كل نوع جماعة كبيرة من البشر. نوع موحدون يسجدون لله وقسم آخر حق عليه العذابكما نصت عليه الآية التي قبلها. 7 - أتى باسمالموصول العائد على الجمع مفرداً س 111: جاء في سورة التوبة 9: 69 (وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا). وكان يجب أن يجمع الاسم الموصول العائد على ضميرالجمع فيقول خضتم كالذين خاضوا. الجواب : المتعلق(الجار والمجرور) محذوف تقديره كالحديث الذى خاضوا فيه. كأنه أراد أن يقول وخضتم فىالحديث الذى خاضوا هم فيه. 8 - جزم الفعل المعطوفعلى المنصوب س 112: جاء في سورة المنافقون 63: 10 (وَأَنْفِقُوامِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَرَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَالصَّالِحِينَ) وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأَصدق وأَكون . الجواب :وفي النقطة الخامسة يقال : إن الكلمة (وأكن) تقرأ بالنصب والجزم ، أما النصب فظاهر لأنها معطوفة على (فأُصدق) المنصوبلفظا في جواب (لولا)، وأما الجزم فلأن كلمة (فأصدق ) وإن كانت منصوبة لفظا لكنهامجزومة محلا بشرط مفهوم من قوله (لولا أخرتني)،حيث إن قوله (فأصدق) مترتب على قوله (أخرتني)، فكأنه قال: إن أخرتني أصدق وأكن. وقد وضع العلماء قاعدة فقالوا: إن العطفعلى المحل المجزوم بالشرط المفهوم مما قبله جائز عند العرب ، ولو لم تكن الفاءلكانت كلمة أصدق مجزومة، فجاز العطف على موضع الفاء. [فالواو هنا من باب عطفالجملة على الجملة وليست من باب عطف الفعل على الفعل ، وهو مجزوم فى باب الطلب (الأمر) لأن الطلب كالشرط.] دهم ناراً فلمَّا أضاءت ما حول فاعل هذه النارأضاءت أيضاً حول ذهب الله بأبصار هذا القوم. 9 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) . وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداًفيقول ذهب الله بنوره . الجواب: فهو هنا لم يشبهالجماعة بالواحد وإنما شبهت قصتهم بقصة المستوقد. ومثال ذلك قوله: (مثل الذينحُمِّلوا التوراة ثمَّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا) [الجمعة 5]. فلما أضاءتما حوله أضاءت أيضاً للآخرين ، فكان عقاب الله أنها ذهبت بأبصارهم جميعاً، لاحظ أنالله يضرب المثل بقوم استوقد أحدهم ناراً فلمَّا أضاءت ما حول فاعل هذه النار أضاءتأيضاً حول ذهب الله بأبصار هذا القوم. ونلاحظ أنه قال (ذهب) وهى أبلغ منأذهب لأن ذهب بالشىء اصطحبه ومضى به معه، فكأنما أراد الله أن يذكرهم أنه يرون بنورالله وفى معيته، وحيث أنهم اختاروا طريق الظلمة فقد أخذ الله نوره وتركهم فى ظلماتأنفسهم التى اختاروا البقاء فيها. 10 - نصبالمعطوف على المرفوع س 114: جاء في سورة النساء 4: 162 (لَكِنِالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَإِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَالزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْأَجْراً عَظِيماً). وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول والمقيمون الصلاة . الجواب : (والمقيمين الصلاة) أي وأمدح المقيمين الصلاة، وفي هذا مزيدالعناية بهم، فالكلمة منصوبة على المدح. [هذه جملة اعتراضية بمعنى (وأخصوأمدح) وهى مفعول به لفعل محذوف تقديره (وأمدح) لمنزلة الصلاة ، فهى أول ما سيحاسبعليه المرء يوم القيامة. وفيها جمال بلاغى حيث يلفت فيها آذان السامعين لأهمية ماقيل. أما (والمؤتون) بعدها على الرفع فهى معطوفة على الجملة التى قبلها.] 11- نصب المضاف إليه س 115: جاء في سورةهود 11: 10 (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُلَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ). وكان يجب أنيجرَّ المضاف إليه فيقول بعد ضراءِ . الجواب: يعرف دارسى اللغة العربية أن علامات جر الاسم هى (الكسرة أو الياء أو الفتحة فىالممنوع من الصرف): فيجر الاسم بالفتحة فى المفرد وجمع التكسير إذا كانت مجردة منال والإضافة وتُجَر الأسماء الممنوعة من الصرف بالفتحة حتى لو كانت مضافة ، ولايلحق آخرها تنوين. وتسمى الكسرة علامة الجر الأصلية، وتسمى الياء والفتحةعلامتى الجر الفرعيتين. ويمنع من الصرف إذا كان على وزن صيغة منتهى الجموعأى على وزن (أفاعل – أفاعيل – فعائل – مفاعل – مفاعيل – فواعل – فعاليل) مثل: أفاضل – أناشيد – رسائل – مدارس – مفاتيح – شوارع – عصافير. والاسم المؤنث الذىينتهى بألف التأنيث المقصورة (نحو: سلوى و نجوى) أو بألف التأنيث الممدودة (نحو: حمراء – صحراء – أصدقاء) سواء أكان علماً أم صفة أم اسماً ، وسواء أدلَّ على مفردأم دلَّ على جمع. لذلك فتح ضرَّاءَ لأنه اسم معتل آخره ألف تأنيث ممدودةوهى ممنوعة من الصرف. وما يُمنع من الصرف تكون علامة جره الفتحة عوضا عنالكسرة ما لم يضف أو يعرف بـ(أل) التعريف . 12- أتى بجمعكثرة حيث أريد القلة س 116: جاء في سورة البقرة 2: 80(لَنْتَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً).وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيثأنهم أراد القلة فيقول أياماً معدودات . الجواب: ورد فى القرآن: (إلاَّ أياماً معدودات) [آل عمران 24] و (فى أيَّامٍ معدودات) [البقرة 203] و (فى أيامٍ معلومات) [الحج 28]. إذا كان الاسم مذكراً فالأصلفى صفة جمعه التاء: رجال مؤمنة ، كيزان مكسورة ، ثياب مقطوعة ؛ وإن كان مؤنثاً كانالأصل فى صفة جمعه الألف والتاء: نساء مؤمنات ، جِرارٌ مكسورات. إلا أنه قديوجد نادراً الجمع بالألف والتاء مع الاسم المذكر مثل: حمَّام حمَّامات. فالله تعالى تكلم فى سورة البقرة بما هو الأصل وهو قوله تعالى (أياماًمعدودة) وفى آل عمران بما هو الفرع. وعلى ذلك يجوز فى جمع التكسير لغيرالعاقل أن ينعت بالمفرد المؤنث أو الجمع، فنقول: جبال شامخة وجبال شامخات ، ورودحمراء وورود حمراوات. وفى رأى آخر أنها تعنى أياماً قليلة مثل (دراهم معدودة). ولكنالأكثر أن (معدودة) في الكثرة ، و(معدودات) في القلة (فهي ثلاثة أيام المبيت فيمنى) وهي قليلة العدد. 13- أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة س 117: جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَات). وكان يجب أن يجمعها جمع كثرةحيث أن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول أياماً معدودة . الجواب : (أياماً معدودات) أى مقدورات بعدد معلوم ، أو قلائل ،فكأنما يريد الله أن يقول: إنى رحمتكم وخففت عنكم حين لم أفرض عليكم صيام الدهر كله، ولا صيام أكثره ، ولو شئت لفعلت ذلك ولكنى رحمتكم وما أوجبت الصوم عليكم إلا فىأيام قليلة. ويجوز فى جمع التكسير لغير العاقل أن ينعت بالمفرد المؤنث أوالجمع، فنقول: جبال شامخة وجبال شامخات ، ورود حمراء وورود حمراوات. 14- جمع اسم علم حيث يجب إفراده س 118: جاء في سورةالصافات 37: 123-132 (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ... سَلاَمٌ عَلَىإِلْيَاسِينَ ... إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين). فلماذا قال إلياسينبالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجعالمتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِسِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ . فلماذا قال سينين بالجمع عن سيناء؟ فمنالخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف. الجواب :إن اسم إلياس معرب عن العبرية ، فهو اسم علم أعجمي ،مثل إبراهيم وأبرام ، فيصح لفظه إلياس و إلياسين ، وهما إسمان لنبي واحد ، ومهماأتى بلفظ فإنه لا يعني مخالفة لغة العرب ، ولا يعترض على أهل اللغة بما اصطلحوا علىالنطق به بوجه أو بأكثر. فالاسم ليس من الأسماء العربية حتى يقال هذا مخالف للغةالعرب، وكذلك لفظ سيناء يطلق سينين وسَيْنين وسيناء بفتح السين وكسرها فيهما. ومنباب تسمية الشيء الواحد بتسميات متشابهة أيضاً كتسمية مكة بكة. 15- أتى باسم الفاعل بدل المصدر س 119: جاء في سورةالبقرة 2: 177 (لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِوَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِوَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ). والصواب أن يُقال ولكن البر أنتؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن. الجواب: يقول الأمام الرازى أنه حذف فى هذه الآية المضاف كما لو أراد قول (ولكنالبر كل البر الذى يؤدى إلى الثواب العظيم بر من آمن بالله. وشبيه ذلك الآية (أجعلتم سقاية الحاجِّ ... كَمَنْ ءامَنَ) [التوبة 19] وتقديره: أجعلتم أهل سقايةالحاج كمن آمن؟ ، أو أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن؟ ليقع التمثيل بين مصدرين أوبين فاعلين، إذ لا يقع التمثيل بين مصدر وفاعل. وقد يُقصدً بها الشخص نفسهفتكون كلمة (البرَّ) هنا معناها البار مثل الآية (والعاقبة للتقوى) [طه 132] أىللمتقين ، ومثله قول الله تعالى (أرأيتم إن أصبح ماءُكم غوراً) [المُلك 30] أىغائراً. وقد يكون معناها ولكنَّ ذا البر ، كقوله: (هم درجات عند ربهم) [آلعمران 163] أى ذو درجات. وكأن السائل بولسيّ المنهج الذي يرى الإيمان شيئاغير العمل. ولهذا لاحظ فيها مخالفة لمنهجه فقال: لأن البر هو الإيمان. كما قال بولسمن قبله: (إذ نحسب أن الانسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس) رومية 3: 28فليذهب وليقرأ سفر يعقوب المناقض لعقيدة بولس مخالفا كل نص العهد القديم والجديد. (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْصَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَأَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَمُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11 و (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَلَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ،وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْتُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِأَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ،إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ [وهذا خطأ من الكاتب إذ أنه إسماعيل] ابْنَهُ عَلَىالْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِأُكْمِلَ الإِيمَانُ،) يعقوب 2: 18-22 ويقول العهد القديم: قال موسى وهارونلله: («اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌفَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟») (العدد 16 : 22) (16«لا يُقْتَلُالآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍبِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) (التثنية 24 : 16) ( 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَحَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِالأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِيَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْجَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاًوَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَالاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةًأُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْطُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ ) (حزقيال 18 : 19- 23) والصحيح أن الإيمان عمل. إذنفالبر هو عمل المؤمن. فيصير معنى الآية ولكن البر هو أن يعمل الإنسان كذا وكذا ،فالإيمان بالله من الأعمال الإيمانية وتتضمن أعمالا للقلب تبعث على عمل الجوارحكالخشية والخضوع والتوكل والخوف والرجاء. وهذه كلها تبعث على العمل الصالح. 16- نصب المعطوف على المرفوع س 120: جاءفي سورة البقرة 2: 177 (وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَفِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ). وكان يجب أن يرفع المعطوف علىالمرفوع فيقول والموفون... والصابرون . الجواب: الصابرين هنا مفعولاً به لفعل محذوف تقديره وأخص بالمدح الصابرين، والعطف هنا منباب عطف الجملة على الجملة. 17- وضع الفعل المضارع بدلالماضي س 121: جاء في سورة آل عمران 3: 59 (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىعِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون) . وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كنفكان . 19- أتى بتركيبيؤدي إلى اضطراب المعنى س 123: جاء في سورة الفتح 48: 8 و9(إِنَّاأَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِوَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً). وهنا ترىاضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد إلى خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوبفي قوله تعزّروه وتوقروه عائد على الرسول المذكور آخراً وفي قوله تسبحوه عائد علىاسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناًيزيل اللبس. فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسوليكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرةوأصيلاً عائداً على الله يكون كفراً، لأنه تعالى لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!! الجواب: نعم. فإن كان القول تعزروه وتوقروهوتسبحوه بكرة وأصيلاً عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. بعد أن قال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا) فقد بيَّنَ فائدة وأسباب الإرسال المرتبطة بلام التعليل ليعلم الرسول والناس كلهمالسبب من إرساله لذلك قال (لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُوَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً). والخطاب هنا للرسولفى الإرسال ، ثم توجه للمؤمنين به ليبين لهم أسباب إرساله لهذا الرسول. كما لو خاطبالمدرس أحد تلاميذه أمام باقى تلاميذ الفصل، فقال له: لقد أرسلتك إلى زملائكلتعلموا كلكم بموعد الإمتحان. 20- نوَّن الممنوع من الصرف س 124: وجاء في سورة الإنسان 76: 4 (إِنَّا أَعْتَدْنَالللْكَافِرِينَ سَلاَسِلاً وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً). فلماذا قال سلاسلاً بالتنوينمع أنها لا تُنوَّن لامتناعها من الصرف؟ الجواب :سلاسلاً ليست من أوزان الأسماء الممنوعة من الصرف الخاصة بصيغة منتهى الجموع. وأوزان الأسماء التى على صيغة منتهى الحموع هى: (أفاعل – أفاعيل – فعائل – مفاعل – مفاعيل – فواعل – فعاليل) مثل: أفاضل – أناشيد – رسائل – مدارس – مفاتيح – شوارع – عصافير. ويمنع الاسم من الصرف فى صيغة منتهى الجموع بشرط أن يكونبعد ألف الجمع حرفين ، أو ثلاثة أوسطهم ساكن: 1- مساجد: تمنع من الصرف لأنهاعلى وزن مفاعل (صيغة منتهى الجموع) ولأن بعد الألف حرفان. 2- مصابيح: تمنع منالصرف لأنها على وزن مفاعيل (صيغة منتهى الجموع) ولأن بعد الألف ثلاثة أحرف أوسطهمساكن. وقد قرأت سلاسلَ بدون تنوين على لغة من لغات أهل العرب التى تصرِّف كلالأسماء الممنوعة من الصرف فى النثر. أو أن تكون الألف المنونة فى سلاسلاً بدلاً منحرف الإطلاق. (الكشاف للزمخشرى ج 4 ص 167) وكذلك جاء في سورة الإنسان 76: 15 (وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا) بالتنوين مع أنها لا تُنّوَن لامتناعها عن الصرف؟ إنها على وزنمصابيح. الجواب : لو رجعتم للمصحف لعرفتم أن قواريرا غير منونة ، فهى غيرمنونة على قراءة عاصم وكثيرين غيره، ولكن قرأ الإمامان النحويان الكسائى الكوفى،ونافع المدنى قواريراً منصرفة ، وهذا جائز فى اللغة العربية لتناسب الفواصل فىالآيات. 21- تذكير خبر الاسم المؤنث س 125: جاء في سورة الشورى 42: 17 (اللهُ الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّوَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ). فلماذا لم يتبع خبر لعلاسمها في التأنيث فيقول قريبة؟ الجواب: خبر لعلهنا محذوف لظهوره البيَّن تقديره لعل حدوث الساعة قريب. وفيه أيضا فائدةوهي أن الرحمة والرحم عند العرب واحد فحملوا الخبر على المعنى. ومثله قول القائل: إمرأة قتيل. ويؤيده قوله تعالى: (هذا رحمة من ربي) فأتى اسم الإشارة مذكرا. ومثلهقوله تعالى: (والملائكة بعد ذلك ظهير). وقد جهل المعترض بأنه المذكروالمؤنث يستويان في أوزان خمسة : 1 – (فعول): كرجل صبور وامرأة صبور. 2 – (فعيل): كرجل جريح وامرأة جريح. 3 – (مفعال): كرجل منحار وامرأة منحار أي كثيرالنحر. 4 – (فعيل): بكسر الميم مثل مسكين، فنقول رجل مسكين، وامرأة مسكين. 5 – (مِفعَل): بكسر الميم وفتح العين. كمغشم وهو الذي لا ينتهي عما يريدهويهواه من شجاعته. ومدعس من الدعس وهو الطعن. 22- أتىبتوضيح الواضح س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 (فَمَنْ لَمْيَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْتِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ) . فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيالإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟ الجواب : إن التوكيد طريقة مشهورة فى كلام العرب ، كقوله تعالى: (ولكن تَعْمَى القلوب التىفى الصدور) [الحج 46] ، وقوله تعالى: (ولا طائرٌ يطير بجناحيه) [الأنعام 38] ، أويقول قائل سمعته بأذني ورأيته بعيني ، والفائدة فيه أن الكلام الذى يعبر عنهبالعبارات الكثيرة ويعرف بالصفات الكثيرة، أبعد عن السهو والنسيان من الكلام الذىيعبَّر عنه بالعبارة الواحدة ، وإذا كان التوكيد مشتملاً على هذه الحكمة كان ذكرهفى هذا الموضع دلالة على أن رعاية العدد فى هذا الصوم من المهمات التى لا يجوزإهمالها ألبتة.
وقيل أيضاً إن الله أتى بكلمة (كاملة) لبيان الكمال من ثلاثةأوجه: أنها كلمة فى البدل عن الهَدىْ قائمة مقامه ، وثانيهما أنها كاملة فى أن ثوابصاحبه كامل مثل ثواب من يأتى بالهَدىْ من القادرين عليه ، وثالثهما أنها كاملة فىأن حج المتمتع إذا أتى بهذا الصيام يكون كاملاً ، مثل حج من لم يأت بهذاالتمتع. وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى « تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم،إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج، فأخرج ذلك مخرج الخبر. 23- أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل
س 127: جاء في سورةالأنبياء 21: 3 (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا) مع حذف ضمير الفاعل فيأسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين . الجواب: وفي هذه النقطة يقال : إن التركيب مطابق لقواعد اللغة العربية باتفاق علماء اللغةوإن اختلفوا في الفاعل الذي أسنِدَ إليه الفعل، والجمهور على أنه مسند للضمير،والاسم الظاهر بدل منه. ووجود علامة التثنية والجمع فى الفعل قبل الفاعل لغةطىء وأزد شنوءة، وقلنا من قبل إن القرآن نزل بلغات غير لغة قريش ، وهذا أمر كان لابد منه ، ومع هذا جاء هذا التعبير فى لغة قريش ، ومنه قول عبد الله بن قيس بنالرقيات يرثى مصعب بن الزبير: تولى قتال المارقين بنفسه *** وقد أسلماه مبعدوحميم وقول محمد بن عبد الله العتبى من ولد عتبة بن أبى سفيان الأموىالقرشى: رأين الغوانى الشيب لاح بعارضى *** فأعرضن عنى بالخدودالنواضر [الذين ظلموا ليست هنا فاعلاً مكرراً ، فكلمة أسر هى الفعل ، والواوفاعله، والنجوى مفعول به، والذين نعت صفاتهم بأنهم ظلموا] 24- الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى س 128: جاء في سورة يونس 10: 22 (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِيالفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌعَاصِفٌ). فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمرعلى خطاب المخاطب. الجواب: 1- المقصود هوالمبالغة كأنه تعالى يذكر حالهم لغيرهم لتعجيبهم منها ، ويستدعى منهم مزيد الإنكاروالتقبيح. فالغرض هنا بلاغى لإثارة الذهن والإلتفات لما سيفعله هؤلاء المُبعدين مننكران لصنيع الله بهم. 2- إن مخاطبته تعالى لعباده، هى على لسان الرسول صلىالله عليه وسلم، فهى بمنزلة الخبر عن الغائب ، وكل من أقام الغائب مقام المخاطب ،حسن منه أن يرده مرة أخرى إلى الغائب. 3- إن الإنتقال فى الكلام من لفظ الغيبةإلى الحضور هو من باب التقرب والإكرام كقوله تعالى: (الحمد لله ربَّ العالمين * الرحمن الرحيم) [الفاتحة 2-3] وكله مقام الغيب ، ثم انتقل منها إلى قوله تعالى: (إيَّاكَ نعبدُ وإيَّاكَ نستعين) [الفاتحة 5] ، وهذا يدل على أن العبد كأنه انتقلَمن مقام الغيبة إلى مقام الحضور ، وهو يوجب علو الدرجة ، وكمال القرب من خدمة ربالعالمين. أما إذا انتقل الخطاب من الحضور إلى الغيب وهو من أعظم أنواعالبلاغة كقوله: (هو الذى يُسَيَّركم) ينطوي على الامتنان وإظهار نعمة المخاطبين، (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ) (وَجَرَيْنَ بِهِمْ) ولما كان المسيرون فيالبر والبحر مؤمنين وكفارا والخطاب شامل لهم جميعا حسن الخطاب بذلك ليستديم الصالحالشكر، ولعل الطالح يتذكر هذه النعمة فيتهيأ قلبه لتذكر وشكر مسديها. ولماكان في آخر الآية ما يقتضي أنهم إذا نجوا بغوا في الأرض، عدل عن خطابهم بذلك إلىالغيبة، لئلا يخاطب المؤمنين بما لا يليق صدوره منهم وهو البغي بغير الحق.، فهذايدل على المقت والتبعيد والطرد ، وهو اللائق بحال هؤلاء ، لأن من كان صفته أنهيقابل إحسان الله تعالى إليه بالكفران، كان اللائق به ماذُكِرَ. ففيها فائدتان: المبالغة والمقت أوالتبعيد. 25- أتى بضمير المفردللعائد على المثنى س 129: جاء في سورة التوبة 9: 62 (وَاللهُوَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ). فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنيناسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما؟ الجواب : 1- لا يُثنَّى مع الله أحدٌ ، ولا يُذكر الله تعالى مع غيره بالذكر المُجْمَل ، بل يجبأن يفرد بالذكر تعظيماً له. 2- ثم إن المقصود بجميع الطاعات والعبادات هو الله، فاقتصر على ذكره. 3- ويجوز أن يكون المراد يرضوهما فاكتفى بذكر الواحد كقوله: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ والرأى مختلفُ أى نحن بما عندنا راضون. 4- أنالعالم بالأسرار والضمائر هو الله تعالى ، وإخلاص القلب لا يعلمه إلا الله ، فلهذاالسبب خصَّ الله تعالى نفسه بالذكر. 5- كما أن رضا الرسول من رضا الله وحصولالمخالفة بينهما ممتنع فهو تابع لرضاء ربه ، لذلك اكتفى بذكر أحدهما كما يقال: إحسان زيد وإجماله نعشنى وجبرنى. وقد قال أهل العلم: إن إفراد الضمير لتلازمالرضاءين. 6- أو على تقدير: والله أحق أن يرضُوه ورسوله كذلك، كما قال سيبويه: فهما جملتان حذف خبر إحداهما لدلالة الثاني عليه والتقدير: والله أحق أن يرضوهورسوله كذلك. 26- أتى باسم جمع بدل المثنى س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِفَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا). والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟ الجواب: القلب متغير فهو لا يثبت على حال واحدة ،فلذلك جمعه فصار قلب الإنسان قلوب ، فالحواس كلها تُفرَد ما عدا القلب: ومثل ذلك (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة) [النحل 78] ، ولعل المراد به هو جمع بناء علىالقلة تنبيهاً على هناك الكثير من يسمع الحق بل ويراه ، لكن هناك قلة من القلوبالتى تستجيب وتخشع لله. أن الله قد أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلكلإضافته إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى. فإنالعرب كرهوا اجتماع تَثْنيَيْن فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنىوالإفراد. ولا يجوز عند البصريين إلا في الشعر كقوله: حمامة بطن الواديينترنمي سقاك من العز الفوادي مطيرها.
27- رفع القرآن اسم إنْ س ...: جاء فى سورة طه الآية 63 (إنْ هذانِ لَساحِرَانِ) وكان يجب أن يقول: إنْ هذينلساحرين الجواب : إنْ بالسكون وهى مخففة من ان ، وإنْ المخففة تكون مهملةوجوباً إذا جاء بعدها فعل ، أما إذا جاء بعدها اسم فالغالب هو الإهمال نحو: (إنْزيدٌ لكريم) ومتى أُهمِلَت أ يقترن خبرها باللام المفتوحة وجوباً للتفرقة بينهاوبين إنْ النافية كى لا يقع اللّبس. واسمها دائماً ضمير محذوف يُسمَّى ضمير (الشأن) وخبرها جملة ، وهى هنا (هذان ساحران
كتبة الاخ :الوليد
» تاريخ النشر: 26-11-2009 » تاريخ الحفظ: » شبكة ضد الإلحاد Anti Atheism