حكمة تقديم السمع على البصر فى القرآن....للشعراوى


الرد على شبهة : كيف يحاسب الله عباده الذين لم يعتنقوا الإسلام لمجرد أنهم سمعوا فقط عن الإسلام ولم يستجيبوا للإيمان؟؟ .


حكمة تقديم السمع على البصر فى القرآن


 


بسم الله الرحمن الرحيم


الإنسان عندما يفقد بصره يفقد كل شئ ويعيش فى ظلام دائم لا يرى اى شئ ويصطدم بكل شئ ولكنه حين يفقد سمعه فإنه يرى,وحينئذ تكون المصيبة اهون ولكن الله سبحانه وتعالى حين يذكر السمع يقدمه دائما على البصر ..إن هذا من اعجاز القرآن الكريم لقد فضل الله السمع على البصر لانه اول ما يؤدى وظيفته فى الحياة فالأذن لا تنام ابدا


**


ان السمع هو اول عضو يؤدى وظيفته فى الدنيا فالطفل ساعة الولادة يسمع عكس العين فإنها لا تؤدى مهمتها عند مجئ الطفل الى الدنيا فكأن الله يريد ان يقول لنا ان السمع هو الذى يؤدى مهمته اولاًفإذا جئت بجوار طفل ولد منذ ساعات واحدثت بجواره صوتاً مزعجاً فإنه ينزعج ويبكى


ولكنك إذا قربت يدك امام عينى الطفل بعد ولادته لن يتحرك ولن يحس بالخطر...وإذا نام الإنسان فإن كل شئ فيه يسكن إلا سمعه ولذلك إذا حركت يدك اما عينى شخص نائم لتوقظه فإنه لا يحس ولكنك إذا احدثت ضجيجاً بجانب اذنه فإنه يستيقظ فزعاً..الأذن هى الصلة بين الإنسان والدنيا فالله حينما اراد ان ينام اهل الكهف مئات السنين قال[فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا]ومن هنا عندما تعطل السمع استطاعوا النوم مئات السنين دون إزعاج.


***


على ان هناك شيئا يجب ان نلاحظه ان الله سبحانه وتعالى يأتى بكلمة السمع [مفردة ]ويأتى بالبصر[ مجموعة]{ وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون} لماذا؟


البصر حاسة يتحكم فيها الإنسان بإرادته فأنا استطيع ان ابصر او لا ابصر واستطيع ان اغمض عينى على ما لا اريد ان اراه واستطيع ان ادير وجهى او عينى عما اريد ان اتجاهله


ولكن الأذن ليس لها الإختيار ان تسمع اولا تسمع,فأنت فى حجرة فيها عشرة اشخاص تصل اصواتهم جميعاًلك سواء اردت او لم ترد يمكنك أن تدير بصرك فترى منهم من تريد ان تراه ولكنك لا تستطيع ان تسمع ما تريد ان تسمعه ولا تسمع ما لا تريد ان لا تسمعه


إذن الأبصار تتعدد انت ترى هذا وانا ارى هذا وآخر يغمض عينه فلا يرى ولكن فى السمع نتوحد طالما اننا متواجدين فى نفس المكان ومن هنا توحد السمع واختلف البصر فكل واحد منا له بصر يختلف به عن الآخر ولهذا جاءت الأبصار جمع ولكننا نسمع نفس الشئ سواء رضينا او لم نرضى ولذلك اتت كلمة السمع مفردة


إلا ان السمع مفضل على البصر لأن الأذن لا تنام ولكن العين تنام والذى لا ينام ارقى فى الخلق من الذى ينام فالأذن لا تنام ابدا منذ ساعة الخلق.انها تعمل منذ الدقيقة الأولى للحياة بينما باقى اعضاء الجسم بعضها ينتظر أياماً وبعضها ينتظر سنوات.


كما ان الأذن هى آلة الإستدعاء فى الدنيا لأن الإنسان عندما ينام تبقى الأذن متيقظة وتنام كل الاعضاء فحينما يحدث ضجيج واصوات يصحو الإنسان وإذا كانت الأذن معطلة فإن اصوات البشر وضجيج النهار لا يوقظ النائم


وهى ايضا آلة الإستدعاء فى الآخرة عندما ينفخ فى الصور,,والعين تحتاج للضوء حتى ترى فإذا كانت الدنيا ظلام فإن العين تعجز ان ترى أما الأذن فلا تحتاج ضوء حتى تسمع فهى تسمع فى الضوء والظلام فى الليل والنهار والإنسان نائم او متيقظ فهى لا تنام ابدا ولا تتوقف ابدا



فسبحان الله القادر العظيم


المصدر:- الشيخ الشعراوى رحمه الله

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة