عفواً ! إنها السيرة المدنَّسة وليست المطهَّرة

عفوا .. إنها السيرة المدنسة وليست السيرة المطهرة

 



( رداً على مصطفى ثابت القاديانى )

 



بقلم / فؤاد العطار

 



          لقد قرأت هذا الكتاب الذي ألفه مصطفى ثابت ليلقي الضوء على سيرة نبيه المزعوم، لكن من الواضح لكل من قرأ الصفحات السبعمائة للكتاب بأن مصطفى ثابت لم يجد ما هو مشرف في سيرة زعيمه الهالك فملأ كتابه بعرض أفكار القاديانية و حججها السقيمة عوضاً عن الإنشغال بسيرة الميرزا و حياته.

 



          لكن ما يثير السخرية حقاً هو إغفال القاديانيين لكتاب (سيرة المهدي) الذي ألفه ابن الميرزا الملقب (قمر الأنبياء)، فلو كانوا حريصين حقا على معرفة بعض خصائص نبيهم المزعوم لترجموا ذلك الكتاب إلى لغات أخرى بدلا من محاولة إعادة كتابة التاريخ بأيديهم ظنا منهم بأنهم قادرين على مسح صفحات الخزي و العار التي سطرها التاريخ عن غلامهم المعبود.

 



          إن هذا الكتاب المطول المليء بالأكاذيب سيحتاج إلى وقت طويل للرد على كل أكاذيبه و ترهاته، لكنني بدلا من هذا سألخص كذب مصطفى ثابت و محاولته تلميع نبيه المزعوم بمثال واحد فقط يغنينا عن الخوض في التفاصيل الأخرى. هذا المثال متعلق بنقل مصطفى ثابت للوحي القادياني العربي المتعلق بالفتاة محمدي بيجوم التي تنبأ الميرزا بأنها ستتزوجه في نهاية المطاف. فقد كذب مصطفى ثابت في نقله لذلك الوحي المليء بالسخافات اللغوية و ذلك ليحاول لملمة بعض فضائح الغلام. أنظر إلى الوحي القادياني التالي الذي ورد في كتاب (السيرة المطهرة) تأليف مصطفى ثابت ص 578:

 



((يموت بعلها و أبوها إلى ثلاث سنوات من يوم النكاح))



         
بينما الوحي القادياني الأصلي كما ورد في كتاب الوحي القادياني (تذكرة) ص 160 و كذلك كتاب (كرامات الصادقين) تأليف الميرزا غلام القادياني ص 162 هو كالتالي:كتاب الوحي القادياني (تذكرة) ص 160 و كذلك كتاب (كرامات الصادقين) تأليف الميرزا غلام القادياني ص 162 هو كالتالي: ((إنها سيجعل ثيبة و يموت بعلها و أبوها إلى ثلاث سنة من يوم النكاح))

 




         
فالوحي الأصلي الذي ادعاه الميرزا يثبت بأن إله القاديانية المدعو (يلاش) ما هو إلا الميرزا البنجابي نفسه الذين يحاول الظهور أمام البنجابيين من أتباعه بأنه الرقم واحد في تكلم العربية. و العجيب هو أن مصطفى ثابت و غيره ما زالوا يجددون تحدي العالم أن يأتي بمثل كتابات الميرزا ووحيه المعجز!!.القاديانية المدعو (يلاش) ما هو إلا الميرزا البنجابي نفسه الذين يحاول الظهور أمام البنجابيين من أتباعه بأنه الرقم واحد في تكلم العربية. و العجيب هو أن مصطفى ثابت و غيره ما زالوا يجددون تحدي العالم أن يأتي بمثل كتابات الميرزا ووحيه المعجز!!.

 



          أقول: إن كان مصطفى ثابت يكذب في نقل وحي الميرزا فلك أن تصور مدى التزوير الذي ملأ به صفحات كتابه.

 



          لقد اختار مصطفى ثابت عنوان (السيرة المطهرة) لكتابه مع أن هذا العنوان لا يمكن بحال أن يشير إلى سيرة الميرزا القادياني نفسه. فلو أنني طولبت بأن أكتب كتابا عن سيرة الميرزا القادياني لأسميت الكتاب ((ميرزا غلام ... من المهد إلى الحمام)) أو ((القنفذ المذعور في سطور))، فهو بهذا سيشير إلى سيرة الرجل الذي بدأ حياته كقنفذ مذعور (على حد وصفه هو نفسه) ثم عاش بعدها حياة مال و سرور تحت ظل سيدته الملكة فكتوريا، لكن نهايته كانت نهاية خزي و ثبور فمات بالكوليرا بين روثه و بوله و هي الميتة التي دعا بها على خصومه.

 




 



البداية "قنفذ مذعور"

 



يقول الميرزا غلام واصفاً حاله قبل تكوين جماعته:

 



((و لبثت عمراً كالسر المستور، أو القنفذ المذعور، و كرميم في التراب، أو كفتيل خارج من الحساب)) – كتاب ضميمة حقيقة الوحي ص34

 



و يقول الميرزا غلام عن نفسه في نفس الكتاب:

 



((و كان في أول زمانه مستوراً في زاوية الخمول، لا يـُعرف و لا يـُرجى منه و لا يـُحذر، و يـُنكر عليه و لا يوقـّر، و لا يعد في أشياء يحدث بها بين العوام و الكبراء، بل يظن أنه ليس بشيء، و يـُعرض عن ذكره في مجالس العقلاء)) – كتاب ضميمة حقيقة الوحي ص3.

 



و يقول أيضاً (( ألا ترون أني كنت عبداً مستوراً في زاوية الخمول، بعيداً مني الإعزاز و القبول، لا يومأ إليّ و لا يـُشار، و لا يرجى مني الدفع و لا الضرار، و ما كنت من المعروفين، فأوحى إليّ ربي و قال "اخترتك و آثرتك فقل إني أمرت و أنا أول المؤمنين، و قال أنت مني بمنزلة توحيدي و تفريدي)) - كتاب ضميمة حقيقة الوحي ص28.

 



و يقول أيضاً (( أسمعتم إسمي قبل ما أنبأ به ربي؟ فإني كنت مستوراً كأحد من الأنام غير مذكور في الخواص و لا العوام، و مضى عليّ دهر ما كنت شيئاً مذكوراً، و كنت أعيش كرجل اتخذه الناس مهجوراً)) - كتاب ضميمة حقيقة الوحي ص28.

 



و يقول واصفاً قريته "قاديان": ((كانت قريتي أبعد من قصد السيارة، وأحقر من عيون النظارة، درست طلولها، وكره حلولها، وقلت بركاتها، وكثرت مضراتها ومعراتها، والذين يسكنون فيها كانوا كبهائم، وبذلتهم الظاهرة يدعون اللائم، لا يعلمون ما الإسلام وما القرآن وما الأحكام، فهذا من عجائب قضاء الله وغرائب القدرة أنه بعثني من مثل هذه الخربة )) - كتاب ضميمة حقيقة الوحي ص28

 


الدعوة "مال و سرور"

 



          إلا أنه حينما تبوأ الزعامة الدينية أقبلت عليه الدنيا والهدايا زاعماً أنها فضل من الله ودليل على نبوته.

 



يقول الميرزا غلام في كتابه (ضميمة حقيقة الوحي) ص 625 ((ثم بعد ذلك أيَّد الله هذا العبد كما كان وعده بأنواع الآلاء وألوان النعماء، فرجع إليه فوج من الطلباء بأموال وتحايف وما يسرُّ من الأشياء، حتى ضاق عليها المكان))

 



و يقول أيضاً: ((وانهالت علي الهدايا كأنها بحر تهيَّج في كل آن أمواجاً، هذه آيات الله))

 



و يقول: ((يأتوني من كل فج عميق بالهدايا وبكل ما يليق، هذا وحي من السماء من حضرة الكبرياء، ما كان حديثاً يفترى))

 



و يقول الميرزا ((عليكم أن تذكروا أنه من عادة الله معي أنه يخبرني عن مجيء النقود و الهدايا قبل أن أستلمها، و ذلك عن طريق الإلهام أو المنام، و قد بلغ عدد هذا النوع من الإلهامات و المنامات إلى ما يزيد عن خمسين ألفاً)) - الخزائن الروحانية ج22 ص 346

 



و يقول الميرزا (( وإنا نعيش تحت هذه السلطنة – البريطانية – بالأمن و فراغ البال، و نـُجينا من أنواع النكال، و صار نزولها لنا نزول العز و البركة، و نلنا غاية رجائنا من أمن الدنيا و العافية، فوجبت طاعتها و دعاء إقبالها و سلامتها بصدق النية، إنها ما أسرتنا بأيدي السطوة، بل جعلت قلوبنا أسارى بأيدي المنة و النعمة، فوجب شكرها و شكر مبرتها، ووجب طاعتها و طاعة حفدتها، الله اجز منا هذه الملكة المعظمة – فكتوريا – و احفظها بدولتها و عزتها يا أرحم الراحمين، آمين)) – كتاب حقيقة المهدي ص– البريطانية – بالأمن و فراغ البال، و نـُجينا من أنواع النكال، و صار نزولها لنا نزول العز و البركة، و نلنا غاية رجائنا من أمن الدنيا و العافية، فوجبت طاعتها و دعاء إقبالها و سلامتها بصدق النية، إنها ما أسرتنا بأيدي السطوة، بل جعلت قلوبنا أسارى بأيدي المنة و النعمة، فوجب شكرها و شكر مبرتها، ووجب طاعتها و طاعة حفدتها، الله اجز منا هذه الملكة المعظمة – فكتوريا – و احفظها بدولتها و عزتها يا أرحم الراحمين، آمين)) – كتاب حقيقة المهدي ص

 



          يقول ابن ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه "سيرة المهدي" رواية رقم 929: ((أخبرنا الدكتور مير محمد إسماعيل – أحد أصحاب ميرزا غلام – أن حضرة المسيح الموعود عليه السلام – ميرزا غلام – قد أكد بأن للأفيون فوائد عجيبة و غريبة. و أنه قد أعد شخصياً من الأفيون دواءاً أسماه "ترياق إلــهي" كان يعطي منه لأصحابه أيضاً))

 



          يقول ابن ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه "سيرة المهدي" رواية رقم 966: ((أخبرني سيتي غلام نبي أنه ذهب إلى المسيح الموعود – ميرزا غلام – يشكو همه و غمه، فقال له حضرته إنني قد حضرت عرقاً فاشربه يومياً، أجل، الخمر حرام، و لكن هذا العرق قد صنعته بنفسي حلالاً، و بقي حضرته يرسل لي كأس عرق في الصباح و أخرى في المساء لمدة شهر، فطلبت من حضرته أن يعطيني طريقة تحضيرها، فقال: "إنك لن تستطيع صنعها، تعال خذها من عندي كلما احتجتها"))

 



          و يقول ابن ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه "سيرة المهدي" 119 الرواية رقم 672 :

 




 



(( أخبرني الدكتور مير محمد إسماعيل أن المسيح الموعود – ميرزا غلام أحمد – لم يقم بتأدية فريضة الحج أبداً، و لم يقم بتأدية سنـّة الإعتكاف أبداً، و لم يدفع الزكاة أبداً، و لم يكن يحتفظ بأية مسبحة للتسبيح، كما أنه لم يأكل يوماً من صدقة و لم يأكل يوماً من زكاة، لكنه كان يقبل الهدايا. و لم يكن يتخذ أي مصلى مثل السادة الصوفيين. كما أنه لم يكن يقرأ الأوراد المشهورة من التسبيح أو التحميد أو الصلاة على الرسول )).

 




 



الخاتمة "خزي و ثبور"

 



          في دعائه الذي نشره هو في مجموعة الإعلانات ج3 ص 578 دعا الميرزا ربه قائلاً ((يا مالكي البصير القدير العليم الخبير أنت تعلم ما في نفسي، إن كانت دعواي للمسيحية الموعودة افتراء عليك وأنا في نظرك مفسد كذاب والافتراء في الليل والنهار شغلي فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتني قبل المولوي ثناء الله وأن تجعله وجماعته مسرورين بموتي، آمين. لكن يا إلهي الكامل الصادق إن لم يكن المولوي ثناء الله على حق في اتهامه لي فإنني أدعوك بتضرع أن تميته خلال فترة حياتي، لكن ليس بأيدي الناس بل بمرض فتاك مثل الطاعون أو الكوليرا و غيره))

 



          يقول ميرزا غلام أحمد القادياني : ((أثناء مرضي بالسكري كنت أتبول مائة مرة في اليوم، و بعد أن دعوت الله جاءني هذا الإلهام: "و الموت إذا عسعس")) – كتاب تذكرة ص525

 



          و تقول زوجة الميرزا عن آخر لحظات حياته ((. و بعد فترة قصيرة انتابته نوبة أخرى لكن هذه المرة كان ضعفه شديد جداً بحيث لم يستطع الذهاب إلى الحمام فقمت بالترتيبات قرب السرير حيث جلس هو هناك لقضاء حاجته، ثم نهض و استلقى على السرير ثم قمت بتدليك قدميه. لكن ضعفه كان شديداً جداً، و بعد ذلك أصابته نوبة أخرى ثم استقاء. و بعد أن انتهى من القيء حاول أن يستلقي لكن ضعفه هذه المرة كان أكثر بحيث لم تحمله يداه فانقلب على ظهره و ضرب رأسه بخشب السرير")) – كتاب سيرة المهدي ج1 ص11

 



          ومما يذكر في ترجمته أيضاً أنه كان مصاباً بمرض المراق و هو من أنواع الوسواس القهري كما ذكر ابن الميرزا في كتابه (سيرة المهدي).

 



و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 



فؤاد العطار

 


تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة