دين السلام أم الحرب؟

 يقولون أن دينهم يدعو للسلام، ويدخلون الحروب حتى فيما بينهم


       حينما لا يكون التشريع من رب العالمين، تجد التضارب والتخبط ظاهرَين واضحَين، فها هو البهاء يقول ما لا يفعل، ويؤلف كلاماً لا يعمل هو نفسه به فتراه يقول: " قد نهيناكم عن النزاع والجدال نهياً عظيماً في الكتاب، هذا أمر الله في الظهور الأعظم"، " لِأن تُقتَلوا خير من أن تَقتُلوا"، " ولا يجوز رفع السلاح ولا حتى للدفاع عن النفس"(1) فيفعل عكس ما نهى الناس عنه.. وها نرى ما دار على تاريخ البهائية...


 


ما إن هلك الباب حتى أصبح بأس البابية شديداً بينهم، وهجموا غرة على الملك ناصر الدين شاه، وكادوا يفتكوا به لولا أن أنقذه معاونوه في اللحظات الأخيرة، وآلت البابية إلى الميرزا يحيى (صبح أزل) ونائبه حسين علي( البهاء)، وتم نفيهم إلى العراق وبعدها إلى استانبول.


 


وفي استانبول وقع النزاع بين الأخوين، وطفق كل منهما يدعو لنفسه ويزعم أنه صاحب الأمر من دون الآخر، وانقسمت البابية إلى قسمين: البهائية والأزلية.. وهنا تجلت روح السلام التي يدعو إليها البهاء حينما أوعَزَ إلى شياطينه أن يفتكوا بمن كانوا يترصدون حركاتهم من الأزليين، فأفنوهم عن آخرهم في ليلة واحدة طعناً بالرماح وضرباً بالساطور، فبهذه الدموية انتهت الأزلية ولم يبقَ إلا البهائية هي التي عرفها الناس... فأي سلامٍ هذا !


 


السلام العالمي و ترك الجهاد:


       إن البهائية ليست إلا مسخاً من ما يريده أعداء الإسلام، فترى بأعينهم، وتسمع بآذانهم، فها هم يرون أن الجهاد والدفاع عن البلدان إبّان الاحتلال هو من المعوقات لتوغلهم في بلاد المسلمين، فأوزعوا إلى البهاء ليؤلف لهم ما قد قاله عن حمل السلاح ولو للدفاع عن النفس، ففي هذه النقطة يكمن الداء الذي أصابهم طويلاً . وذاقوا منه الأمرِّين، فكان ولابد من انتشار مثل هذه الأفكار في العالم الإسلامي حتى يسهل صيدهم ويطيب أكلهم ، وتُزرع بين أظهرهم دولة بني صهيون دون جهد أو معاناة .


 


فقال البهاء في أمر الجهاد:" البشارة الأولى التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم محو حكم الجهاد من الكتاب".


 ومن الجلي الواضح أن الجهاد في الإسلام لا يكون إلا لإحقاق حق أو إزهاق باطل أو إخماد فتنة،


 


ويقول البهاء فى موضع آخر : « ينبغى لوزراء بيت العدل أن يتخذوا الصلح الأكبر حتى يخلص العالم من المصاريف الكبيرة الباهظة للحروب، وهذا واجب لأن المحاربة والمجادلة أساس  المصائب والمشقات"(2)


 


ويقول أيضاً: سوف تتبدل الإنسانية في هذا الدور الجديد وتلبس خلع الجمال والسلام وتزول النزاعات والمخاصمات ويتبدل القتل والقتال بالوئام والسلام والصداقة والاتحاد وتظهر بين الملل والأقوام والبلدان روح المحبة والصداقة ويتأسس التعاون والاتحاد وتزول في النهاية الحروب وترتفع خيمة السلام العامة بين الملل المتعادية والأقوام المتضادة"(3)


 


 



أليس عجيباً أن الذين كانوا يفخرون بأنهم يدعون إلى السلام اضطروا إلى اللجوء إلى الحرب، أليس هذا دليلاً محسوساً على أن هذه الوسيلة لا تزال من حاجيات الحياة الاجتماعية، وأن الضرورة قد تدفع إليها فلا يكون بد منها وقد شرعت في الإسلام للدفاع عن الحوزة وحماية الدعوة قال تعالى:"{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }"الحج39 ، وقال تعالى:" {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}"الأنفال 61


 


جزى الله خيرا


 



1- بهاء الله والعصر الحديث ص123


2-لوح العالم ص222


3-مفاوضات عبد البهاء ص73


 

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة