موقف البهائية من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن الانبياء

 موقف البهائية من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


إن ما هو واضح من مخالفة البهائيين  لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد على أن قلوبهم جاحدة لرسالته، وإذا تحدثوا عنه في بعض كتبهم متظاهرين بتصديق رسالته فما هم إلا كسائر الأفراد الذين يعملون لهدم الإسلام تحت ستار، ومن خبال زعيمهم الباب دعواه في تفسير سورة يوسف أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلل على هذا الكلام بما لا يفهمه إلا من يفهم لغة (المبرسمين)؛


 إذ قال: "لأن مقامه- الباب- هو مقام النقطة، ومقام النبي صلى الله عليه وسلم هو مقام الألف".


وقال: " كما أن محمداً أفضل من عيسى فكتابي (البيان) أفضل من القرآن"


و يقول: "ولعمري أول من سجد لي محمد ثم علي، ثم الذين هم شهداء من بعده، ثم أبواب الهدى أولئك الذين سبقوا إلى أمر ربهم وأولئك هم الفائزون"


       ويقول:"ولعمري إن أمر الله في حقي أعجب من أمر محمد رسول الله من قبل لو أنتم فيه تفكرون، قل إنه رُبِّي في العرب، ثم من بعد أربعين سنة قد نزّل الله عليه الآيات وجعله رسوله إلى العالمين، قل إني رُبِّيت في الأعجمين، وقد نزل الله علي من بعد ما قد قضي من عمري خسة بعد عشرين سنة آيات التي كل عنها يعجزون، وقد قضي يوم الدين وإنما بما قد وعدنا من قبل في القرآن إنا كنا نستنسخ ما كنتم به تعملون".


ويقول ما ترجمته: " إني أفضل من محمد كما أن قرآني أفضل من قرآن محمد وإذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن فأنا أقول بعجز البشر عن الإتيان بحرف مثل حروف قرآني، إن محمد كان بمقام الألف وأنا بمقام النقطة "


ويقول: "وإنني أنا عبد قد بعثني الله بالهدى من عنده: أفلا تحبون أن تكونن من المتقين، وما يهبط أعمالكم إلا بما احتجبتم عن رسول وما عنده، فإذا أنتم حينئذ على أنفسكم ترحمون، إن تحبون أن تدخلون في دين الله فتحضرن عند الرسول في أرضكم ولتستغفرن الله عنده فإن من يستغفرن له الرسول من عند الله فأولئك يقبل أعمالهم وهم في درجات الرضوان "(1)


       وهكذا لا تجد في كتاب الباب المسمى بالبيان إلا هذا الغي الفاضح واللحن المتفشي والأسلوب الركيك الهزيل، وعلى الرغم من ذلك كله يجد الباب من بيئته الساذجة الجاهلة ما يسمح له أن يتحداهم بالإتيان بحرف واحد من مثل هذا السخف المتداعي.


       وعندما واجهه بعض معاصريه بما يشيع في كتابه البيان من لحن وانـحراف عن قواعد العربية أجاب في تمحل صفيق: "إن الحروف والكلمات كانت قد عصيت واقترفت خطيئة في الأول فعوقبت على خطيئتها بأن قيدت بسلاسل الإعراب وحيث إن بعثتنا جاءت رحمة للعالمين فقد حصل العفو عن جميع المذنبين والمخطئين حتى الحروف والكلمات فأطلقت من قيدها تذهب إلى حيث شاءت من وجوه اللحن والغلط"(2)


 


قوله في وحدة الأنبياء


       يقول:"فإن هؤلاء الذين يحملون اللواء ويبلغون الناس هم من حكم نفس فردة واحدة كيف وقد طعموا من ثمار شجرة الوحدة الصمدية بيد أن لهم مقامين أحدهما مقام صرف التجريد ومحض التوحيد، وإذا وصفوا جميعاً في هذا المقام بنعت واحد كان ذلك صادقا ً و مصداقه { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} البقرة285، وكيف يصح في الأذهان بينهم فرقة والكل داعٍ إلى التوحيد وحاط بخلعة النبوة ورداء المكرمة ومصداقية حديث :" أما النبيون فأنا)، وقوله:" أنا آدم الأول ونوح وموسى وعيسى "


وإذا كان أمر الله واحداً، فلابد من وحدة المظاهر {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَة} القمر 50


ومهما ظهر الأنبياء في أشخاص مختلفة فهم جميعاً هياكل أمر الله يتكلمون بكلام وأمر واحد فالمعول عليه وحدة الخواص بينهم دون نظر إلى الفوارق الزمنية والشخصية كما تبدو هذه الوحدة بين الأزهار مهما اختلفت بها الأماكن والأزمان.


فمظاهر الحق واحدة مهما تعددت ولا يغير تعدد المطالع من وحدة الشمس فالأول هو الأخير بعينه(3)


       أساس القول بالرجعة ووحدة الأنبياء ينتهي البهاء إلى القول :


إن المظهر الخاتم هو بعينه الأول الفاتح وكذلك العكس لاتحاد الأمر ووحدة الصراط والجوهر بين المظاهر فإذا كان محمد يصف نفسه بالبدئية في قوله أنا آدم الأول فأي غرابة في وصفه بالختمية بعين تلك النسبة و ما أوضح صدق الختمية على من صدقت عليه البدئية.


       ويستشهد البهاء على زعمه هذا بقوله:" إن الله وصف نفسه بالأول والآخر فهل تعني آخريته آخرية عالم الموجودات مع أنه لم ينته بعد، نعم هو الأول والآخر بمعنى يتعانقان فيه ويترادفان عليه فتبدو أوليته عين آخريته وآخريته عين أولويته وهكذا الحال في مظاهره أيضا. وأى بصر حديد لا يرى أن مظهر الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية والبدئية والختمية هي هذه الذات المقدسة ؟


       فليس كذباً أن يوصفوا جميعاً بالختمية فإن للجميع حكم ذات ونفس وروح وهيكل وأمر واحد ، ومن ثم فلا انقطاع لهذه المظاهر بآية الختم وما تمسّك المسلمون بآية الختم في نظر البهاء إلا تقليداً للأمم السابقة وميلاً مع الهوى وانتزاعاً للسلطان الديني"


      


       إذاً فغاية ذلك الكذاب المدعو البهاء في هذا المقام هو : أن مظاهر الفيض الإلهي تنقطع لأن الفيض الإلهي لا ينفد ولا ينتهي، ومن ثم لا بد من توالى المظاهر والنبوات.


ولا معنى لتوالي الأنبياء دون أن يأتي كل منهم بشرع جديد وعقيدة ناسخة لما قبلها وعلى ذلك يرى البهاء أن القائم بعد محمد  صلى الله عليه وسلم لابد وأن يأتي جديد ، فلا فائدة من ظهور المظاهر الكلية إذ ا لم يحصل التغيير والتجديد في شيء.


 


       ويقول ذلك الكذاب إن ما أتى به الأنبياء لا يعدو حرفين أما الحروف الخمسة والعشرون الباقية فأتى بها القائمون بعد محمد (صلى الله عليه وسلم)


والبهاء يعتبر الباب أحد هؤلاء القائمين، ثم يدعي أنه أحد هذه المظاهر الإلهية الذين تتجلى فيهم ذات الله وصفاته وأن الله قد أرسله بالآيات والبينات وأنه أتى بشريعة جديدة ناسخة لكل الشرائع السابقة فيخاطب البابيين قائلا :


" يا ملأ البيان ... لقد بعثني الله وأرسلني إليكم بآيات بينات وأصدق ما بين أيديكم من كتب الله وصحائفه وما نزل في البيان وقد شهد لنفسي ربكم العزيز المنان "(4)


 


       ويرى الجارفادقاني أن الأنبياء السابقين لم تكن مهمتهم سوى التبشير بالبهاء وإعداد القلوب لاستقباله والتشرف بلقائه.


 


تقسيمِهِ للأنبياء


الأول : أنبياء مستقلون وهم أصحاب الشريعة والدين الجديد وكذلك الكتاب ، وهم المقتبسون للفيوضات من الحقائق الإلهية دون واسطة مثل حضرة إبراهيم وحضرة موسى وحضرة المسيح وحضرة محمد وحضرة الأعلى الباب وحضرة بهاء الله .


الثاني: أنبياء تابعون وهم الذين يروجون لشريعة الأنبياء المستقلين ، ومنهم داود وسليمان وأشعياء و أدميا وحزقيل .


ويقول إن الأنبياء جميعاً يتحر كون بإرادة الله لا بإرادتهم، وأن قولهم قول الله وأمرهم أمر الله ونهيم هو نهى الله


ويفسر الكتاب الوارد في الكتب المقدسة للأنبياء على وجه العتاب أنه ليس لهم وإنما هو للأمم، فالمقصود ليس الأنبياء ولكن الأمم؛ والحكمة من ذلك هو عدم تكدير خواطر الأمم ولكي لا يكون العقاب ثقيلاً عليهم غاية ذلك الشفقة والرحمة بهم


أما اعتراف الأنبياء بالذنوب والتقصير: فهو من باب تعليم سائر النفوس وحضها على الخشوع والخضوع...


 


عصمة الأنبياء


تنقسم العصمة عند البهاء إلى قسمين :


 القسم الأول: العصمة الذاتية:


يرى البهاء نفسه معصوماً عصمة ذاتية وذلك ليس من باب ادعاء النبوة ، ولكن  من باب أنه حاز مرتبة الإلوهية .


وتلك العصمة محصورة في المظاهر الكلية، ويقول ذلك الكذاب في كتابه الأقدس :


"ليس لمطلع الأمر شريك في العصمة الكبرى . إنه لمظهر يفعل ما يشاء في ملكوت الإنسان قد خص الله هذا المقام لنفسه (وهو يقصد بالله البهاء )وما قدر لأحد نصيب هذا الشأن العظيم المنيع"(5)


القسم الثاني: العصمة الصفاتية:


وتلك العصمة موهوبة لكل نفس مقدسة وهبها ذلك البهاء إياها ، وهي عصمة من الخطأ فهي إذا عصمة مكتسبة .


 


       وعن مراتب العصمة ودرجاتها يقول :


)فاعلم أن للعصمة معان شتى، فإن الذي عصمه الله من الزلل يصدق عليه هذا الاسم في مقام وكذلك من عصمه الله من الخطأ والعصيان بين الإعراض والكفر وبين الشرك وأمثاله يطلق على كل واحد من هؤلاء اسم العصمة .



وأما العصمة الكبرى لمن كان مقامه مقدماً على الأوامر والنواهي يتنزه عن الخطأ والنسيان : إنه نور لا تعقبه الظلمة وصواب لا يعتريه الخطأ ، لو يحكم على الماء حكم الخمر ، وعلى السماء حكم الأرض وعلى النور حكم النار حق لا ريب فيه وليس لأحد أن يعترض عليه إنه لا يسأل عما يفعل"




 


 


جزى الله خيرا


 



1- هذه النقول في مفتاح باب الأبواب ص327،328،120،204


2- مفتاح باب الأبواب ص 99


3- عقيدة ختم النبوة ص126،127


4- مفتاح باب الأبواب ص277


5- الأقدس ص156

تاريخ الاضافة: 26-11-2009
طباعة