عرض المقال :ج 1: المسيح عليه السلام وغلام أحمد (الجمع بين نقيضين)
  الصفحة الرئيسية » مـقـالات الموقـــع » كشف البلية بفضح الأحمدية » مقالات منوعة

اسم المقال : ج 1: المسيح عليه السلام وغلام أحمد (الجمع بين نقيضين)
كاتب المقال: admin
IN: 0cm 0cm 10pt; LINE-HEIGHT: normal">          يزعم غلام أحمد أن النبوة لم تختم بمبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم , وفي هذه الدعوى الكذب الواضح على الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . بل ويزعمون أن السيدة عائشة رضوان الله عليها قالت : " قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده " . وهذا كذب على السيدة عائشة !

 



يقول الله تبارك وتعالى : {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40 .

 



          وأخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء , كلما هلك نبي خلفه نبي , وأنه لا نبي بعدي " . وهذا الحديث يبين أن أنبياء بنو إسرائيل خلفوا بعضهم بعضا , أما النبي صلى الله عليه وسلم فلا يخلفه نبي أبدا .

 



ولقد قال صلى الله عليه وسلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب " ( رواه الترمذي وحسنه , وصححه الألباني في الجامع الصغير ) .

 



          فعلم من ذلك الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لا نبي بعده , سواء كان في نفس درجته أو أقل من درجته , بل حتى ولو كان من أتباعه صلى الله عليه وسلم , وإلا لكان الفاروق أولى بالنبوة من الغلام , فهو الملهم الذي وافق الوحي رضي الله عنه !

 



وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية , فجعل الناس يطوفون به , ويعجبون له , ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة , قال : فأنا اللبنة , وأنا خاتم النبيين " . وفي رواية مسلم عن جابر رضي الله عنه : " فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء "

 



ولقد ذهب غلام أحمد إلى تأويل لفظة " خاتم النبيين " بأنها تعني أفضل النبيين وزينتهم !

 



          إن علماء اللغة يقولون : " الخاتم " بمعنى الآخر , كما في " لسان العرب " , وكذا قول ابن سيده في كتابه " المحكم" , والأزهري في " التهذيب " , ولم يذكر أحد من هؤلاء الأئمة أو غيرهم كصاحب الصحاح , وصاحب المصباح , وصاحب القاموس , وكذا صاحب أساس البلاغة : أن الخاتم يكون بمعنى الأفضل , والمفسرون بالإجماع يقولون : (خاتم النبيين ) أي آخرهم . وهذا فضلا عن الصحابة والتابعين الذين لم يرد عنهم أن الخاتم بمعنى الأفضل وليس الآخر !

 



          أما داعية القاديانية يزعم أن ( خاتم النبيين ) بمعنى زينتهم , أو سيدهم , أو أفضلهم , ولم يأت بشاهد على هذا من كلام العرب , أو من كتب اللغة , أو من أقوال أئمة التفسير , بل ذهب يعارض أئمة اللغة والتفسير بلغو من القول , كأنه لا يشعر أن القرآن الكريم قول فصل , وما هو بالهزل !

 



          بل إن دعواه هذه , اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم بالتضارب والهذيان , والخيانة والكتمان !

 



فهو يقول لنا , أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : " لا نبي بعدي " كان يعني أن هناك نبيا بعده !

 



قال ابن عطية في تفسيره : {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40 : " هذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاة على العموم التام , مقتضية نصا : أن لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم". ( المحرر الوجيز 5/242 ) .

 



وقال الإمام ابن كثير في تفسيره : " وقد أخبر الله تعالى في كتابه , ورسوله في السنة المتواترة عنه : أنه لا نبي بعده , ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده , فهو كذاب أفاك دجال مضل " . ( تفسير القرآن العظيم 6/205 ) .

 



          وقال الإمام الآلوسي في تفسيره : " وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب, وصدعت به السنة , وأجمعت عليه الأمة , فيكفر مدعي خلافه , ويقتل إن أصر". ( روح المعاني 8/25 ) .

 



          لقد حارب آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم كل من ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم , فلو كان الأمر كما زعم الغلام , ما حارب آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم مسيلمة وسجاح والأسود العنسي , وما قتل مصعب بن الزبير رضي الله عنه المختار بن أبي عبيد الثقفي , وما أباد صلاح الدين رضي الله عنه ملك عبد الله بن ميمون القداح !

 



          بل إن دعوى الغلام , اتهام للصحابة وآل بيته صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة المعصوم بسوء الفهم والضلال .

 



          يقول " بشير الدين محمود " نجل غلام أحمد وخليفته :

 



( لقد اعتقدوا أن كنوز الله قد نفدت , وما قدروا الله حق قدره , إنكم تتنازعون في نبي واحد – يعني غلام أحمد - , وأنا أعتقد أنه سيكون هنالك ألف نبي , بعد محمد صلى الله عليه وسلم ) ( أنوار خلافت ص 62 ) .

 



          لقد أحدث ذلك فوضى في " النبوة " وفقدت كلمة " النبوة " جلالتها وحرمتها وقداستها, وأصبحت ألعوبة وعبثا , وكثر المتنبئون في القاديانية ومدعو الإلهام , وقد عد منهم الأستاذ " محمد إلياس البرني " إلى عام 1355هـ سبعة أنبياء !

 



          لقد استدل الغلامية على صحة نبوة الغلام بعد قوله صلى الله عليه وسلم : "لا نبي بعدي" بعدة أحاديث مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم , ومنها ما حرفوه عن مواضعه , أذكر منها :

 



1- "يا عباس أنت خاتم المهاجرين كما أنا خاتم النبيين " . ويقولون : هنا الخاتم بمعنى الأفضل , لأن الهجرة لم تختم بالعباس . وهكذا الغلامية يأتون بأحاديث مكذوبة ومنكرة , لإثبات صحة معتقدهم الفاسد !

 



والحديث في " ميزان الإعتدال " للذهبي , وفي " كنز العمال " لعلي المتقى الهندي , وفي إسناد هذا الحديث راويان أحدهما الحارث بن الزبير , قال فيه الأزدي : "ذهب علمه" (ميزان الإعتدال 1/433) .

 



والثاني إسماعيل بن قيس بن سعد، قال فيه البخاري والدارقطني: "منكر الحديث".

 



وقال النسائي وغيره: "ضعيف". ونقل بن القطان أن البخاري قال: "كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه" ( ميزان الإعتدال 1/6 ) .

 



          وقال ابن عدي : حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدثنا سعيد بن سلمة الأنصاري حدثنا إسماعيل بن قيس حدثنا أبو حازم عن سهل عن سعد قال: "استأذن العباس النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فكتب إليه: يا عم، أقم مكانك فإن الله يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة". ثم قال بن عدي: "عامة ما يرويه منكر" ( ميزان الإعتدال 1/245 ) .

 



          وعلى سبيل التنزل يمكن أن يجاب عن ذلك أن العباس بن عبد المطلب هاجر قبيل فتح مكة إلى المدينة فصار خاتم المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة لأنه لا هجرة بعد فتح مكة من مكة , كما ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري : " لا هجرة بعد الفتح " . أي بعد فتح مكة , وإلى هذا المعنى يشير حديث سهل بن سعد: "يا عم أقم مكانك فإن الله يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة " على فرض صحته .

 



          فالمراد بخاتم المهاجرين آخر المهاجرين فلا يثبت دعوى الغلامية أن المراد بخاتم النبيين أفضل النبيين ، فهذا الإستدلال في غاية الوهن والفساد .

 



2- " لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبيا " ( أخرجه ابن ماجة ) . ويقولون : في هذا الحديث دلالة على إمكان النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , والجواب عن ذلك من وجوه :

 



أ- هذا الحديث حسب الإسناد في غاية الوهن والفساد ، فيه أبو شيبة بن إبراهيم بن عثمان ، قال السندي في تعليقه على سنن ابن ماجه: "وفي الزوائد في إسناده إبراهيم بن عثمان أبو شيبة قاضي واسط. قال فيه البخاري: "سكتوا عنه" ( السنن لابن ماجة 1/460 ) .

 



وقال ابن المبارك: "ارم به". وقال بن معي : "ليس بثقة". وقال أحمد: "منكر الحديث". وقال النسائي: "متروك الحديث" , وقال الذهبي : "كذبه شعبة"( ميزان الإعتدال 1/47).

 



فهذا الراوي متفق على ضعفه فكيف يحتج بروايته ؟!

 



ب- قد رويت آثار عن الصحابة تدل على خلاف ما استدل به الغلامية ، منها ما روى عبد الله بن أبي أوفى ، قيل له : "رأيت إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مات وهو صغير ولو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي لعاش ابنه ولكن لا نبي بعده" ( رواه البخاري في صحيحه وابن ماجه وأحمد في مسنده ولفظه: "ولو كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي ما مات ابنه إبراهيم" ) .

 



وعن أنس قال: "رحمة الله على إبراهيم لو عاش لكان صديقا نبيا" ( أخرجه أحمد بسند صحيح على شرط مسلم ورواه ابن ماجه في مسنده وزاد في روايته: "ولكن لم يكن ليبقى، لأن نبيكم آخر الأنبياء ". ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وصححه 10 / 577 ) .

 



وهذه الروايات وإن كانت موقوفة فلها حكم الرفع إذ هي من الأمور الغيبية التي لا مجال للرأي فيها .

 



ج- إن كلمة " لو " لا تدل على الوقوع والثبوت كما ورد في القرآن الحكيم: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} الأنبياء22 .

يتبع في الجزء الثاني

الصفحات[ 1] [2]
اضيف بواسطة :   admin       رتبته (   الادارة )
التقييم: 0 /5 ( 0 صوت )

تاريخ الاضافة: 26-11-2009

الزوار: 3258


جديد قسم مـقـالات الموقـــع
القائمة الرئيسية
البحث
البحث في
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الاشتراك